سمرا عنجريني/ سورية
خاطرة يوم الأحد/ 27
واللوحة للفنان الرائع /خالد نصار
———————–
كلما هطل المطر..أفكر في أشكاله اللانهائية
وفي الكتل الضبابية التي تعثرتُ بها وأصبحت امرأةً بدون عينين ..بقلب يسع الإنسانية..الريحُ تستحوذ على انتباهي فلا أحبُ الهواء الساكن كما بلادة الأغاني..
كلما أتى كانون الثاني ألمس ندبة غائرة في صدري ..أخفيها بقلادة ملاك صغيرة
وأفتح باباً في ذاكرة ليالي الشمال الحزينة
و..” أبدأ”..
( رجلٌ متصدع ذو عيوب ونواقص..مكلوم.. يُفرطُ في الشرب والتدخين..فَقَدَ بعض أسنانه في مشاكسة غبية ..يجلس إلى طاولة النرد..يريد ربحاً لاطائل منه يتكئ عليه كي يبقي ذاته منتصبة في حظ يراه سعيداً .. هو لايعرف انه على طاولة القمار أرخص من لقمة رغيف ينتظرها الصغار جوعى في بيته الفقير..
كل شيء يصبح لديه بلا ثمن ..الشرف عقب سيجارة والكرامة رشفة ويسكي تختلط بدمه كما زيت سيارة..
تعالوا أحدثكم أصدقائي عن أوطان تهالك عليها الجرذان في غرف فنادق نجومها ستائر ، قرضوها بأسنان صفراء ليعبروا من خلالها القارات من أميركا ..لآسيا لأوربا الشرقية..لأفريقيا السوداء..كل يوم تتحفنا الشاشات الزرقاء بنشرات من الأخبار..
” ترامب” جنونه باذخ يحرك الكون بنفاق كاذب ..روسيا تنحت تماثيلها من أحجار ذكاء..إيران تناور تفتش عن شعوب حائرة يحكمها ظلم جائر.. تركيا تريد إحياء الامبراطور العثماني بعمامة وقفطان..
ترى العرب خرفان تتراكض في البرية..ويلزمها راع حنكة ودهاء..
أوربا أرهق كاهلها إقتصاد خاسر تضم أصحاب الكفاءات إلى جحافل مجتمعاتها علها تعوض سنين الجفاف..
ألا من فكر يخلصنا من حرابِ الخراب
ألا من ضمير يعود بصحوة بعد دمار..!!!؟؟
نشتري أسلحة من الغرب.. بغض وحقد وكراهية .. نقتل بها أنفسنا ليهلل الكبار أصحاب الرياسة بعد أن يبصقوا على نفوس النجاسة…
ااااه ياأجساد سراب ..
” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”
فأين الحكمة في عصر يودي بنا الهلاك..!!!
في فنجان هذا الأحد
لربما كنت أهذي وأنا أنزف كلماتي على ورقة مزقتها ورميتها في قعر فنجان ..!!
لربما افتقادي لوطني وأهلي ..واختياري لغربة مفترسة سببت لي العناء..
يوشوشني المطر وأنا أستمع لقصيدة لاعب النرد بصوت درويش لروحه السلام فأفتح نافذة صباحي على قلوبكم الجميلة و..أكتفي..!!!!
—————————————
سمرا عنجريني/ سورية
7/1/2018
اسطنبول