بقلم :على الصاوى
أى انسان يمتلك بعض الأموال يستطيع أن يفرض علينا بضاعه رديئه منتهيه الصلاحيه، تخالف القيم والأداب التى نشأ وتربى عليها المجتمع لكن العجيب فى الأمر، أن تجد هذة البضاعه لنفسها رواجا فى كثير من الأوساط الإجتماعيه المختلفه وخاصه الشباب ،الأفلام والكليبات الغنائيه التى تعرض الأن فى دور السينما وعلى شاشات التليفزيون وما تحتويه من مناظر خليعه وكلمات بذيئه وإيحاءات جنسيه تخدش الحياء هو مختصر لحال تجارة اللحم الرخيص، التى أصبحت تتصدر معظم الأعمال الفنيه الأن، والآمر من ذلك أنها تعرض تحت لافته “للكبار فقط “وكأن حفاظ القيم والسلوكيات والتحلى بالحياء هى مصطلحات تدور فى فلك فئه معينه من الجمهور دون غيرة
فى وقت سابق كان قد أصدر وزير الثقافه قرار برفع الرقابه على الأفلام وعدم التدخل فى أى محتوى فنى مبررا ذلك بأنه تضييق على حريات التعبير ومحاربة للإبداع الفنى وطمث المواهب ، وقال أيضاً “عندما يكون هناك فن وثقافة يكون الدين “طبيعياً ” ومشاكلنا ظهرت بتراجع الفن ” فأنا أسأل أى فن يقصد هل الفن الذى يتغذى على العرى والإباحية وهدم العواطف ودعوى الجاهليه الأولى، من تبرج وسفور ولما لا تقول أن مشاكلنا ظهرت بالبعد عن الدين والتخلى عن ما يدعوا إليه من إحتشام وإلتزام ومكارم أخلاق وعدم توظيفه بشكل صحيح فى التوعيه الإجتماعيه وترسيخ الأخلاق فى النفوس ليستقيم المجتمع ويعود إليه صلاحه من جديد ،وأن يتم استخدامه لربط الجيل الحاضر بأمجاده وتاريخه كى يقدم لنا نماذج صالحه نتأسي بها وأفكار إيجابيه ناجحه تساهم فى بناء الفرد والمجتمع ، فكل هذه الأعمال الفاضحه لا تحمل أى رساله إجتماعيه أو تربويه فلا نرى فيها غير الجنس والبذاءة وفقدان الذوق العام ،والنزعه التجاريه لتحقيق الربح دون النظر إلى القضايا الشائكه التى تحيط بالمجتمع .
مثل هذة الافلام والأغانى التى تساعد على نشر الإباحية والجريمة وكثرة التحرش مثل القنبله الموقوته، التى سرعان ما تنفجر فتهدم كل المبادئ والقيم التى يتحلى بها المجتمع، فهى تمثل خطرا كبيرا وبمثابه السوس الذى ينخر فى عظمه وكيانه ليسقط فى بئر الفاحشه، إن لم يتم تداركها ومنعها من جانب المسئولين بعدما إتسخت بها شاشات التليفزيون ودور السينما.
هذا الذى نراه كل يوم فى دور العرض من فن هابط يكاد يصيبك بأزمه قلبيه وهبوط حاد لا يمكن أن يبنى بيوتا، أو يصنع نفوسا سويه أو يربى أجيال على الفضيله وحسن الخلق ،فهى أعمال تهدم البيوت وتخرب النفوس وتذهب العقول فترى الشباب والفتيات يتخذون من هؤلاء الفنانين قدوة لهم، فى مظهرهم وسلوكهم وطريقه كلامهم وهذا بالطبع نذير شؤم على الفرد و الأسرة والمجتمع والأمه كلها بالضياع ،فالهدف من تقديم هذة الأفلام هو تغيب الوعى وسرقه الإنسان من نفسه وضياعه فى بؤر الفتن والشهوات ،فمن حق الإنسان أن يرى ما ينفعه وأن تجنبه الرقابه ما يضرة ،وإن كان إهمال السينما والتليفزيون لمثل هذة الافلام والأغانى سيؤدى لإفلاسها فلتفلس فلا ضرر أبدا من إفلاس بضاعه رديئه.
على صناع الفن أن يعيدوا النظر فيما يقدمونه من أعمال وان يعلموا أنها قد تكون عامل هدم أو بناء ،وأن يغيروا شعارات صناعتهم من تجارة الجسد الى نشر المبادئ والقيم، حتى نستطيع ان نفرز جيلا صالحا من الشباب والفتيات على ساعديهم تنهض هذة الامه، إن مثل هذه الأعمال محبطه ومثيرة للإشمئزاز ونموذج سيئ هبط بكل القيم المجتمعيه الى منحدر اخلاقى ضحل فهى دعوات للإثارة وتهييج الغرائز النائمه.
فما الفائده من تقديم هذا الطوفان من هذه الأعمال اللامجديه التى تحمل نمط واحد فى العرض والأسلوب والمحتوى ،غير أنها تحجب الفرد عن التفكير السليم وإحداث خلل فى توازنه الإجتماعى والإضرار به فمعظم هذه الأعمال لا تعبر عن هويتنا وثقافتنا إنما هى تعبر عن المجتمعات الغربيه والمدرسة الأمريكيه، التى تغسل المخ بالجنس والمخدرات والعنف فكلها أفلام مقاولات لا تبحث إلا عن الربح ومحصول الشباك.
إن الحل الوحيد فى بناء مجتمع صحى خالى من الجرائم والفساد، هى مقاطعه هذه الأفلام أدبيا كى يشعر القائمون عليها انهم يقدمون أعمال تافهه مبتذله غير محترمه، حينئذٍ سوف يراجع كل فريق نفسه ومن هنا يبدأ التغيير
والى كل من يلهث وراء هذة الافلام والأغانى اسأل نفسك مرتين قبل ان تشاهدها وتسمعها هل ما أراه ذات قيمه فكريه وخلقيه وسوف تجيبك فطرتك السليمه وتهديك إلى الصواب.