كتب /على محمدعلى
شهدت أسعار النفط ارتفاعًاخلال تعاملات الأسبوع الماضى، حيث تجاوز النفط الخام الأمريكى حاجز 50 دولار للبرميل وتداول خام برنت بالقرب من أعلى مستوياته فى هذا العام عند سعر 56.86 دولار للبرميل فى سوق النفط الخام وتأتى تلك المكاسب القوية بالرغم من ارتفاع المخزونات الأمريكية بواقع 4.6 مليون برميل مسجلة ثالث ارتفاع أسبوعى على التوالى ليصل اجمالى المخزونات عند 472.83 مليون برميل.
ومن جهة أخرى لم يكن لارتفاع الدولار الأمريكى أمام العملات الرئيسية الأخرى تأثيرًا على أسعار النفط على الرغم من العلاقة العكسية التى تربط بين الدولار الأمريكى وأسعار النفط حيث أنه من السلع المسعرة بالدولار الأمريكى.
النفط يرتفع فى ظل ارتفاع ىالطلب العالمي
ولهذا يمكننا القول بأن الارتفاعات الأخيرة لأسعار النفط كانت بسبب ارتفاع معدلات الطلب من فائض المخزونات العالمية مما يعكس التأثير الإيجابى لاتفاق تخفيض مستويات الانتاج التى قامت به منتجى النفط لدى أوبك والمنتجين المستقلين
وعند الاغلاق الأسبوعى نجد أن الفرق بين خام برنت وخام غرب تكساس مرتفعًا حيث وصل إلى 6.20 دولار، الأمر الذى من المفترض أن يعمل على تحفيز الصادرات النفطية الأمريكية خاصة بعد اعادة فتح مصافى تكرير خليج المكسيك والموانئ عقب اغلاقها بسبب اعصار هارفى وإيرما التى تعرضت لهما الولايات المتحدة، ومن المفترض أيضًا أن يدعم تخطى خام غرب تكساس حاجز 50 دولار للبرميل كفاءة القدرات الانتاجية لشركات النفط الصخرى خاصة وأن تكاليف الانتاج قد انخفضت بكثير عما كانت عليه فى السابق حيث وصلت عند مستويات أقل من 40 دولار للبرميل، وذلك بسبب وجود آبار محفورة ولكنها غير مكتملة بما يخفض من حجم التكاليف بشكل واضح وبالتالى هذا يجعل حجم انفاق الشركات العاملة فى مجال الحفر والتنقيب أقل من أجل تحقيق الانتاج الجديد.
ولكن فى الواقع إن ارتفاع خام غرب تكساس متخطى حاجز 50 دولار لم يحفز أى نشاط لانتاج النفط الصخرى حيث ذكرت بيانات أن معدل نشاط التنقيب فى مناطق النفط الصخرى الرئيسية قد انخفض للمرة الأولى منذ عام 2016.
كما أن شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية أعلنت عن تراجع عدد منصات الحفر مسجلة أدنى مستوياتها فى ثلاثة أشهر، فيما تراجعت عدد منصات الحفر فى ولاية تكساس إلى أدنى مستوياتها فى أربعة أشهر على إثر اغلاق منطقة إيغل فورد النفطية فى تكساس، الأمر الذى نتج عنه تراجع أنشطة الحفر ومن المتوقع أن يخفض انتاج المنطقة من 1.39 مليون برميل يومى إلى 1.28 مليون برميل يومى، وهذا قد يؤدى إلى تراجع معدلات انتاج النفط الصخرى الأمريكى.
ومن المتوقع أن تستمر أسعار النفط متخطية حاجز 50 دولار للبرميل بسبب اقبال منتجى النفط الأمريكى إلى شراء العقود الآجلة لعام 2018 لأول مرة منذ عدة أشهر الأمر الذى سيعمل على دعم الأسعار.
أما بالنسبة لمعدلات انتاج النفط الصخرى الأمريكى فسوف تكون الأسابيع القادمة الحاسمة لهذا الأمر بما قد يؤثر على الأسعار.