إعداد/ محمد مامون ليله
قال الشيخ المكرم/ أحمد محمد علي وفقه الله:
(توحيد الابتداء)
يذكر الشيخ الأكبر قدس الله سره أن توحيد الابتداء وهو من صيغة التوحيد الثاني من الستة وثلاثين موضعا الواردة في القرآن وهو قوله – تعالى – : ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255] فهذا توحيد الهوية، وهو توحيد الابتداء؛ لأن الله فيه مبتدأ ونعته في هذه الآية بصفة التنزيه عن حُكم السِنة والنوم، لما يظهر به من الصور التي يأخذها السِنة والنوم لصاحبها، كما يرى الإنسان ربه في المنام على صورة الإنسان لما في قوة الخيال أن تُصور الله، والتي من شأن تلك الصورة المتخيلة أن تنام، فنزه نفسه، ووحدها في هذه الصورة، وإن ظهر بها في الرؤيا حيث كانت فما هي ممن تأخذها سِنة ولا نوم، فهذا هو النعت الأخص بها في هذه الآية.
وقدم الحي القيوم؛ لأن النوم والسنة لا يأخذ إلا الحي القائم؛ أي المتيقظ إذ كان الموت لا يرد إلا على حي؛ فلهذا قيل في الحق: إنه الحي الذي لا يموت، كذلك النوم والسنة، والسنة أول النوم كالنسيم للريح؛ فإن النوم بخار؛ وهو هواء، والنسيم أوله، والسنة أول النوم، فلا يرد إلا على متصف باليقظة.
فهذا توحيد التنزيه عمن من شأنه أن يقبل ما نزه عنه هذا الإله الحي القيوم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.