كتبه / محمد لطفي خضر
تابعت جماهير الكرة المصرية والنادى الأهلى مباراة الأمس بين فريقي النادى الأهلي المصري ونادى الوداد البيضاوى بطل المغرب فى مباراة الذهاب للدو النهائي لبطولة إفريقيا للأندية أبطال الدورى والتى أقيمت بملعب برج العرب بمدينة الأسكندرية والتى انتهت بتعادل الفريقين إيجابياً بهدف لكل منهما أحرز للأهلى مؤمن زكريا فى الدقيقة الثالثة من بداية المباراة وتعادل أشرف بن شرقي في الدقيقة 16 .
تدور أسئلة عديدة فى عقول جماهير النادى الأهلى ولكن أهم هذه الأسئلة على الإطلاق هى : هل يستطيع المارد الأحمر التتويج باللقب الإفريقي ؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أولاً أن نتعرض لبعض النقاط الهامة :-
– نتيجة مباراة الذهاب ظاهرياً تصب في مصلحة الفريق المغربي حيث ان التعادل الايجابي خارج الأرض من أفضل النتائج إذ يكفي الفريق المغربي التعادل السلبي فى مباراة العودة والتى تقام على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء السبت القادم . ولكن الواقع الفعلي أن النتائج الإيجابية فى مباراة الذهاب للفريق الضيف تشكل ضغط نفسي علي الفريق عندما يلعب مباراة العودة على ارضه ووسط جماهيره وهو ماشاهدناه فى مباراة الترجي التونسي فى دور الثمانية حيث تعادل فى مباراة الذهاب خارج الأرض بنتيجة 2/2 مع النادى الأهلى واستطاع الأهلى فى مباراة العودة على ملعب رادس الفوز بهدفين مقابل هدف . مع الوضع فى الإعتبار أن مستوى فريق الوداد المغربي أفضل بكثير وأكثر تنظيماً من فريق الترجي التونسي – ولا ننسى أيضاً مباراة الأهلى والصفاقسي الشهيرة 2006 فى نهائي البطولة حيث تعادل الأهلى فى مباراة الذهاب على أرضه ووسط جماهيره 1/1 أيضاً ولكنه استطاع الفوز فى مباراة العودة بملعب رادس بهدف النجم محمد أبوتريكه الشهير فى الدقيقة الأخيرة من المباراة – نحن هنا نتحدث عن أرقام وإحصائيات فقط بغض النظر عن مستوى الفرق .
– فى المناسبات الكبرى والمباريات النهائية تندر الفرص ولكن في هذه المباراة استطاع النادى الأهلى الوصول كثيراً لمرمى المنافس واستطاع خلق أكثر من فرصة تهديفية محققة لوليد أزارو وعبد الله السعيد وجونيور أجاي وعماد متعب . لم يستطيع سوى تسجيل هدف واحد لمؤمن زكريا بمهارة فائقة . أما وليد أزارو فقد كان خارج الخدمة تماماً وظهر عدم التركيز واضحاً على أدائه وأضاع اسهل الفرص كالعاده من انفراد صريح بالمرمى في الدقيقة السادسة من بداية المباراه . ومن الواضح جداً أن وليد أزارو لا يجيد التصرف تماماً فى الإنفرادات وظهر هذا واضحاً فى جميع المباريات السابقة . يتميز فقط بالسرعة والضغط على المدافعين وإجادة ضربات الرأس . ويفتقد المهارة والرؤيه وإضاعة الإنفرادات السهله دائماً .
– خروج جونيور أجاي أثر كثيراً على أداء النادى الأهلى في آخر 30 دقيقة من عمر المباراة وإذا لم يكن مصاباً كنت أرى أنه من الأفضل خروج وليد أزارو ونزول عماد متعب حيث أن هذه الفترة من عمر المباراه كان النادى الأهلى يضغط بكل خطوطه وحاصر فريق الوداد المغربي فى منتصف ملعبه ولم يحتاج أبداً للسرعات فى الثلث الأخير من الملعب لتراجع الفريق المغربي للدفاع ولكنه كان يحتاج بالفعل إلى هداف يستطيع استغلال أنصاف الفرص وشاهدنا عماد متعب بشكل جيد رغم نزوله قبل النهايه بست دقائق فقط وكاد ان يحرز هدف الفوز من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء ولكنها مرت بجوار القائم بقليل . كنت أرى أيضاً بعد خروج جناح الفريق المغربي الخطير محمد أوناجم للإصابة فى الشوط الأول أن يدخل أحمد فتحى لمنتصف الملعب بجوار عمرو السولية ويخرج رامي ربيعه أو محمد نجيب ويعود ربيعة للعب بجوار سعد سمير وينزل محمد هانى فى الجانب الأيمن لاستغلال سرعته ومهارته وعرضياته المتقنه .
– يتميز الفريق المغربي بالتنظيم الدفاعي وتسجيل الأهداف من العرضيات المتقنه وهذا يتضح من عدد الأهداف الذي دخل مرماه طوال مشوار البطوله حيث لم يدخل مرماه سوى 7 أهداف فقط ويضم بين صفوفه عدد من اللاعبين المتميزين منهم محمد أوناجم – أشرف بن شرقي – اسامه الحدادى .
– الأهداف في عالم كرة القدم تأتى دائماً من أخطاء دفاعية وهذا ليس بجديد وليس من العيب أن يستقبل مرماك أهداف فأقوى الفرق على مستوى العالم تستقبل اهداف ولا ننسى المباراه الشهيره في شهر مارس الماضي في بطولة اوروبا عندما استقبلت شباك برشلونه فى مباراة الذهاب أربعة أهداف امام فريق باريس سان جيرمان ولكنه عاد من بعيد فى مباراة العودة وأحرز ستة أهداف – وفي مباراة دور الثمانية خسر من يوفنتوس بثلاثية وتعادل سلبياً فى مباراة العودة وخرج من البطولة – وفي نفس البطولة استقبلت شباك بايرن ميونيخ الألمانى ستة اهداف من ريال مدريد أربعة أهداف خارج أرضه واثنان على ارضه . هذه هى كرة القدم
– ولكن من غير المقبول من دفاع الأهلى بعد أن شاهد فريق الوداد المغربي وقام بدراسة طريقة لعبه بالتأكيد من قِبَل المدير الفنى حسام البدري أن يدخل مرماه هدف بهذه الطريقة المحفوظة من فريق الوداد عرضية متقنة من محمد أوناجم ثم رأسية رائعة من اشرف بن شرقي – كان يجب أن يكون هناك تركيز أكثر من ذلك بكثير . وبالفعل نجد أن خط دفاع الأهلى يعانى منذ رحيل أحمد حجازى بالإضافة لتذبذب مستوى شريف إكرامي – حيث منى مرمى الفريق بثلاثة أهداف فقط في 8 مباريات فى دور ال32 ثم مرحلة المجموعات – بينما منى مرمى الفريق ب8 أهداف فى 5 مباريات في الأدوار الإقصائية ( 3 من الترجي التونسي – 4 من النجم الساحلي – هدف من الوداد المغربي ) منهم 5 أهداف على أرضه بمعدل يقترب من هدفان فى كل مباراه وهذا مؤشر خطير . فيجب التركيز جيداً فى مباراة العودة دفاعياً بالإضافة إلى استغلال الفرص التهديفية قدر الإمكان .
– نجوم المباراة من وجهة نظرى مؤمن زكريا ومحمد نجيب – وشهدت المباراه عودة نجم الفريق عبد الله السعيد وهو مايشكل إضافة بالفعل للفريق – واجتهد كلا من احمد حمودى وعماد متعب فور نزولهما رغم ضيق الوقت .
– رساله إلى لاعبي النادى الأهلى : هذه المواجهات المصيرية تتطلب رجالاً بمعنى الكلمة ويجب عليكم القتال حتى آخر دقيقة من المباراة واستغلال أنصاف الفرص أمام المرمى واعتقد انكم دائماً تضربون أروع الأمثلة فى تاريخ كرة القدم المصرية فى الإصرار والتحدى وحصد البطولات .
– فى النهاية خالص دعواتنا القلبية لرجال النادى الأهلى ممثلي الكرة المصرية فى تحقيق الفوز والحصول على البطولة الإفريقية للمرة التاسعة فى تاريخه والذهاب لكأس العالم بالأندية بالإمارات.
وإلى لقاء قريب بإذن الله …