كتبت / فاطمة حسن الجعفرى
رسالتك صناعة الخلافة
قال الله جل جلاله :
( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَات
ُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) [الكهف
لا يملك المرء منا عندما يقرأ في سنة وتربية ابناء
واحفاد الحبيب صلوات الله عليه و حال السلف من
صحابة رسول الله صلوات الله عليه وعليهم مع
أبنائهم ، إلا أن يتملكه العجب ، وترتسمه الدهشة ،
، وتحتويه الفرحة ، في شمولية التربية التي ساهموا
في إعدادها لأبنائهم ، وهى بحق السبب الحقيقي الذي
أنتج شخصيات عظيمة ، وأجيال حكيمة لازالت
مضرباً للأمثال ومحطاً للآمال .
يقول الله تعالى في كتابه العزيز :
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات 56]
ودعى الاسلام للتعمير والانشاء والعمل على اصلاح الارض .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(مامن مسلم يغرس غرسا ، او يزرع زرعا ،فياكل منه طير ،
او انسان او بهيمه ، الاكان له به صدقه )
وايضا (اذا قامت الساعه وفى يد احدكم فسيله فليغرسها )
ان الارض كما تعلمنا فى الاسلام هى مكان خلقنا
الله من اجل عبادته وتعميرها واطفالنا هم مسؤليتنا
العظيمه واذا صلح ابنائنا صلح المجتمع باسره .
قال الله تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا من يرتدَّ منكم عن دينه فسوفَ يأتي ،
اللهُ بقومٍ يُحبُّهمْ ويحبّونه }
(سورة المائدة )
فالطفل لذي ينشأ على حب وعبادةّ الله تعالى ،
لا يمكن أبداً أن ينكُصَ عليه عقبيه .
والأم الحكيمة تحبّب الله إلى صغيرها ،
فلا تذكر اسم الله تعالى أمامه إلا في المواقف المسعدة
ولا تُكثر من التهديد بالنّار وبغضب الجبار ،
فتسلب طفلها الأمنَ والاستقرار !
مناخ البيت ونواته الام الصالحة فلنفهم !!
فالام العصبية دائمة الصراخ وهذا يُعد عقاباً فاشلاً
لأنّه يشيع في البيت مناخاً متوتراً يمسّ كل من ،
يعيشون فيه، والبيت الذي تعلو فيه الأصوات هو مناخ ،
مناسب لإنتاج أفراد مرضى بأمراض نفسية، كالقلق
والاكتئاب، سطحية الوعى فالطفل الذي تصرخ أمه ،
دائماً في وجهه، وتؤنبه باستمرار، سيشعر تلقائياً بأنه
فرد غير مقبول، والجميع يبغضونه، ولا يرتاحون لتصرفاته .
كذلك فإنّ أسلوب الصراخ في وجه الأبناء يمثل
قدوة سيئة لهم في التعامل مع الآخرين،
حيث يتشربون هذا السلوك، ومن ثمّ يبدؤون في
ممارسته تجاه الأطفال الأصغر منهم في العائلة ، والمدرسة
وقد نرى البنت تصرخ في وجه أمها أو أبيها والولد كذلك،
وطبعاً يكون من العبث حينئذ أن ننهاهم عن ذلك،
كيف وقد ربينّاهم على الصراخ وكان هو وسيلة
التفاهم بيننا وبينهم ؟
من نتائج الصراخ الدائم في وجه الأطفال أنه ينتج جيلا
ً مشاغباً يتسم بالعصبية والعناد وربما العدوانية،
فبعد إجراء دراسة شملت 110 من الأسر الأمريكية
تضم أطفالاً تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة وخمسة أعوام،
أعلن معهد العلوم النفسية في “أتلانتا”
عن نتائج هذه الدراسة وكانت كالآتى :
أكدت الدراسة أنّ هناك علاقة قطعية بين شخصية
الطفل المشاغب الكثير الحركة، وبين الأم العصبية
التي تصرخ دائماً وتهدد بأعلى صوتها حين تغضب،
و المقصود بالطفل المشاغب- كما جاء في هذه ،
الدراسة- هو الطفل الذي لا صبر عنده والعنيد
والمتمرد والعدواني نحو الآخرين حتى والديه،
والذي لا يلبث أن يجلس حتى يستعد مرة أخرى للقيام
واللعب أو العراك مع أحد أخوته .
هذا بالإضافة إلى كوْن الصراخ يُحدث ما يسمى
بالرابط السلبي لدى الطفل، بمعني أنه يذكّره بمواقف
سيئة يتألم لتذكرها وتجترها ذاكرته بمجرد سماع
الصراخ، وقد يدوم معه طوال حياته، ومهما كبر فإن .
ّ أيّْ رفع للصوت أمامه يعيد لديه تلك المشاعر ،
السلبية التي استشعرها وهو طفل ضعيف .
فهذا ،، كان طرح لصناعة وعى ايجابى لابنائنا
فلننتيه لهم فهم امانة من الله معنا لصناعة الخلافة
الصحيحة بما يرضى الله ورسوله فاسيدنا محمد هو
الواعى الاول للخلافة لانه كان قرآنا يمشى على الارض
باخلاقه ، وسلوكه ، وهدوئه ، ووعيه العميق بأريحية
فهذه دعوة لكل ام ان تطبق الهدى المحمدى
لتكوين طفل ايجابى يحمل التكوين المحمدى والخلافة الصحيحة .