بقلم: اسمهان جمعه
هي ابنة التاجر التي قابلتها منذ أعوام عدة مرات في زيارتي لبلدها كي أبيع لأبيها صوف أغنامي، تحدثت معها، ملكت مشاعري وشعرت بامتلاكها، وحلمت بها فقط حتى زيارة قادمة، لا أفكر إلا فيها، ولا أنظر للنساء عداها.
وهكذا تلك الأغنام، أصدقائي وصديقاتي الأعزاء، لا تعي أنها في حلي وترحالي تعبر طرقا عديدة، وتمر بدروب جديدة، لا تلاحظ أن المراعي تتغير، والفصول تتباين، والحياة تختلف من مكان لآخر.. لا تفكر سوى في الماء والكلأ.
اقترب موعد الزيارة المنتظرة، والشيء نفسه مع الأغنام يجري لكل الناس، حتى أنا، لم أفكر في نساء أخريات منذ التقيت بابنة ذلك التاجر ولم أنظر خارج حدود مفاتنها وكأنها “المرأة الاستثناء، لها البحر من فبل بلقيس عرشٌ، وجميع النساء إماء”
هذه سطور من وحي تعبيري، حول لمسة إنسانية عظيمة، من لمسات الروائي العالمي باولو كويلهو في روايته الأكثر مبيعا وحكمة في العالم (الخيميائي)
حقا، قد يصبح المرء كالأنعام لا يري غير مكان ضيق من الكون الفسيح، ولا يحب إلا هو، ويغلق حواسه وعقله وعواطفه وكله عن أماكن أخرى رائعة ، رغم وضوحها ومرروه عليها وتأثرها به وإن لم يشعر، بل قد يعادي ويتهجم ويحمل السوء، ولو فكر فيها، لفطن أنها لا تختلف عن موطنه المحبب الأثير، وبها الكثير من دلالات الجمال والسحر والإنسانية وطبيعة الكون وعظمة الله، بل ربما هي أفضل من بؤرته.
إذا ، ابحث عن البراءة والجمال والحب في كل ما تمر به وإن خالف ما تهواه؛ فإن عجزت، لا تناصبه العداء أو تحاول تجاهله مهما خالفك في أجزاء وخالفته، وآخذك وآخذته؛ فهناك مشترك بين الجميع.