بقلم/ محمد مأمون ليله
ما لا شك فيه أن الاكتئاب من أكثر المشاكل النفسية الموجودة في العصر الحديث، يعاني منها ملايين من البشر، وهي تصيب الصالحين والطالحين على السواء؛ لأن أسبابها كثيرة ومتنوعة، فقد تصيب الإنسان وراثة، أو لمخالطة مجتمع يكثر فيه الاكتئاب، أو لابتلاء أصابه كمرض أو حزن أو فقدان عزيز أو تدهوره في العمل، وقد يكون لموقف حدث معه صغيرا؛ فأورثه القلق والخوف ولازم شخصيته كبيرا، أو لبعده عن الله تعالى وعدم تغذية روحه، وتركه للصلاة التي تصل روحه بغذائها الروحي، أو لأنه يعيش وحيدا بفكره، أو بعيدا عن زوجه وأهله، ثم إذا تطور الاكتئاب أورثه الجنون، أو الانعزال عن المجتمع، أو الإدمان بأنواعه المختلفة، أو الأمراض الخطيرة عظيمة الشدة، وقد يصل به إلى الانتحار في نهاية الأمر.
والقاعدة في هذه كل شعور وأمره زاد عن حده؛ فقد يصيب بالاكتئاب فهذا تعريفه وحده، فالحزن الكبير، والخوف الشديد، والقلق العظيم، قد يؤدي إلى ذلك.
ومن هنا.. فليس كل الاكتئاب سببه البعد عن الله، وإن كان العلاج لا بد أن يبدأ من التقرب إلى الله تعالى، والمحافظة على الذكر والصلاة، واستبدال المفاهيم الخاطئة بالصحيحة، ومعاونة أهل الخير له وتشجيعه وتسديده، ولا مانع من استخدام العقاقير المفيدة، فهو في حاجة ماسة إلى أدوية روحية وطبية وكل الأشياء المفيدة.