الوفرة : يقصد بها أن الله وضع في الكون كل ما يحتاجه الإنسان باستمرار وهو مليء بكل هذه العطايا والمزايا لان خزائنه لاتنفد ابدا
ويقول دكتور/ صلاح الراشد فى وصفه لقانون الوفرة التالى :
فى شرحه لما قاله واين داير :
أن كل ما يدور حوله مبدأ الوفرة هو اللانهائية ،لذلك فالكون مليء بالفرص المستمرة والمتتالية .
في ماذا تكون الوفرة ؟
الوفرة تكون في أي شيء حولنا الوفرة في الحب في السعادة ، في المتعة ، في العلم ، في المال ، في العمل ،
في البركة … الخ
اذن الوفرة هي الرزق الذي يُرزقه الأنسان وأي شيء يتوفر ويتكاثر يعمل بقانون الوفرة .
وقانون الوفرة يعمل مع كل انسان بوفرة تامة بدون الحاجة إلى أي شيء آخر ولكن يحصل ان البعض لا يتوافق مع هذا المبدأ ويعمل له تصفية بسبب أفكاره وقناعاته واعتقاداته وذكرياته ومشاعره الشخصية .
ولكن الله تكفل بالرزق لجميع عباده وبالوفرة في كل شيء ومتى ما حصل التوكل الحقيقي ولم يحصل صد وتصفية من الإنسان توفر كل شيء .
في الحديث الشريف عن النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا )
والوفرة عكسها الندرة وهو الاحساس بقلة الموارد والقدرة ونقص الامكانات والاسباب لدى الشخص وقلة الفرص .. الخ
كيف أعرف قناعاتي تجاه أي أمر إذا كانت وفرة أم ندرة ؟
أولا :
بالنتائج هل هذا الأمر وفير عندك أم تعاني الندرة والقلة فيه ؟
ثانيا :
باكتشاف قناعاتك العميقة وذلك من خلال عمل تمرين براندل، فكرة التمرين أن تكتب الكلمة التي تريد معرفة قناعاتك تجاهها عشر مرات مثلا أو أكثر وبعدها تكتب مايخطر في بالك
مثلا القناعات تجاه الزواج :
الزواج مسؤولية
الزواج استقرار
الزواج التزام
الزواج متعب …. الخ
بهذه الطريقة تكتشف اعماق قناعاتك وبعد أن تعرف قناعاتك يسهل عليك تغييرها لتتوافق مع مبدأ الوفرة ولتكون ما تريد
بعدما عرفت قناعاتي كيف يمكنني تجاوز الندرة والقلة ؟
يمكنك ذلك بعدة طرق تجعلك تتوافق مجددا مع الوفرة ومن هذه الطرق :
1- الشكر على النعم التي تملكها الآن، الشكر على كل ما يتوفر على الحياة ، الشكر يجعلك في حالة انسجام مع الوفرة التي تحيط بك .
يقول الله تعالى جل جلاله :
( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ )
2- التركيز على ما تملك، لأن كل شيء تركز عليه سوف تقوم بخلق الكثير منه فإذا كان تركيزك على الديون سوف تزداد كذلك إذا كان تركيزك على الناس الذين يستغلونك في مجال العلاقات فسيصبح من الصعب عليك الحصول على شخص وفيّ ، لذلك ركز على الجيد وعلى ما تريد الحصول عليه، ركز عليه في أي مكان ولا تعر اهتماما بما لا تريده في حياتك .
3- تعامل مع نفسك على أنك كيان مكتمل الآن لديك كل ما تحتاجه ولست بحاجه إلى أي شيء آخر إضافي حتى تكون سعيدا، يقول واين داير: اذا كنت لا تستمتع بحياتك حاليا وبكل ما حصلت عليه الآن فلن تستطيع أن تستمتع بظروف الحياة الجديدة والمختلفة لأن قدرتنا على الاستمتاع بالحياة تنبع من كيفية اختيارنا لطريقة الحياة وليس من الأشياء الخارجية حيث لا يملك أي شيء خارج أنفسنا أن يمنحنا السعادة أو الإشباع النفسي ،
فالوفرة ليست تملك إنما هي شيء تستطيع التوافق معه، وامتلاك الأشياء والحاجة إلى ذلك يجعلنا نحكم عليها بالندرة لأننا نتعامل معها بالخوف من فقدانها أو قلتها ، يقول داير : إن حياة الوفرة لا تعني بالضرورة حياة نجمع فيها الأشياء، ولكنها حياة ننمي فيها إحساسا روحيا بعدم وجود حدود لكل شيء .
4- الإحساس بالاستحقاق الشخصي لك في كل خير فأنت تستحق الأفضل وأفضل الاحتمالات وكذلك الآخرين يستحقون ذلك والكون وفير جدا وبه من العطايا اللانهائية لأن يحصل الجميع على أفضل ما يريدون ،
وفي الحديث الشريف عن النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
5- القيام بما تحب القيام به، لأن ذلك يشعرك بالإرضاء وبالتالي الامتنان ولكن إذا كان العكس فقد تفقد الرضا وأيضا يجعلك تشعر بالاضطرار إلى فعل ما تفعل وهذا الشعور هو شعور ندرة لأنك تفكر وتشعر أن لا بديل وانك مجبر وبذلك تحد وتصد الوفرة في حياتك ، إذا كنت لا تقوم بما تحبه فتعلم أن تحب ما تقوم به وابحث عن الجزء الممتع فيه وأن تزيد من الرضا عن ما تفعل في حياتك وبالتالي شعور الوفرة عندك
6- زد من عطاءك في كل شيء وخاصة في ما تحس بالندرة فيه، لأن العطاء أصله شعور بالوفرة فهو في الحقيقة شعور ومن يملك يعطي ومن لا يعطي في الحقيقة لا يملك لذلك تعود العطاء وتعود أن تكون ما تريد الحصول عليه ، إذا كنت تريد الشعور بالوفرة في المال فأعط المال وإذا كنت تريد الحصول على وفرة في الأصدقاء الجيدين فكن صديقا جيدا وطيبا وهكذا في كل شيء، يقول داير : عندما تشعر بالإغراء لمنح القليل ، حاول بدلا من ذلك أن تعطي ما يزيد عن المطلوب بقليل .