شهد يوم 17 رمضان في العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة غزوة بدر الكبرى، إحدى الغزوات التي شارك فيها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وهي المعركة التي انتصر فيها المسلمون نَصرا مؤزرا، وكانت بمثابة فتح على الإسلام وأهله.
وتحل اليوم الأحد الذكرى 439 بعد الألف على “غزوة بدر” أولى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم والتي وقعت فى 17 رمضان فى السنة الثانية من الهجرة النبوية المشرفة، الموافق 13 مارس عام 624 ميلادية بين المسلمين، تحت راية محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين من كفار قريش وحلفائهم
وبدر هي معركة الحق ضد الباطل، بين جهة مظلومة وجهة ظالمة، كان يجب القيام بها، لان ما وقع على المسلمين من ظلم كان فادحا، من تهجير من بيوتهم ومصادرة أموالهم، وملاحقتهم بالدسائس والمكر، ما بين كفار قريش وجيران المدينة المنورة، لذا كانت الحرب مهمة لإبعاد سيوف سادة قريش عن رقاب المسلمين.
القرار السياسي المحدد بأهمية المعركة، كان خافيا على أغلبية الجمهور، لأنها لا تعي مقدار المكاسب اللاحقة، التي ستتحقق من هذه المعركة، وما حصل لاحقا اظهر حكمة القيادة السياسية للمسلمين.
وعظمت غزوة بدر التي يطلق عليها أيضًا “بدر القتال” و”يوم الفرقان” وانتصار المسلمين فيها من هيبة المسلمين في نفوس كفار قريش، وارتفعت الروح المعنوية عند المسلمين، اهتزت هيبة قريش في الجزيرة العربية بأكملها، فكانت الغزوة حدًا فاصلًا لكثير من الأمور
لم تكن معركة بدر في العام الثاني للهجرة، معركة عادية، بل أحدثت تحولا كبيرا في موازين القوى في الجزيرة العربية، فتأثيراتها لم تقتصر على الجانب العسكري، بل شملت الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، للترابط الكبير وبسبب طبيعة النصر على مشركي قريش، وما كانوا يمثلوه من ثقل اجتماعي وسياسي واقتصادي، معتمدين على موقعهم الجغرافي بين الطرق التجارية، والأهمية الروحية للكعبة في قلوب مجتمعات المنطقة، على اختلاف دياناتهم، فكان الإطاحة بجيش مكة إعلانا بسطوع فجر جديد
خبر القافلة
لما علم أبو سفيان بخروج المسلمين غيَّر طريق سَيْره إلى الساحل وأرسل إلى قريش ضمضم بن عمرو الغفاري يطلب منهم الخروج للمحافظة على تجارتهم وحماية رجالهم، عند ذلك أعدت قريش جيشاً من ألف رجل ومعهم سبعمائة بعير ومائة فرس، ثم أرسل إليهم مرة أخرى يخبرهم بأنه نجا بقافلته إلا أن قريشاً استمروا في سيرهم حتى وصلوا إلى بدر…
وسميت غزوة بدر الكبرى التي سطّر فيها المسلمون أروع انتصاراتهم، وتحول فيها الإسلام من الهوان إلى القوة، بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر وهي بئر مشهورة تقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وللمعركة التاريخية مكانة عظيمة؛ إذ ذُكر اسمها في القرآن الكريم ونزلت الملائكة على جبالها التي تحيط بها من كل اتجاه، وفي جنباتها عاش الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضوان الله عليهم، وكانت أسواقها أحد أشهر أسواق العرب وأحد مراكز تجمعهم للتبادل التجاري والمفاخرة قديما
نتائج المعركة:
1- انتصر المسلمون وهُزِمَ المشركون، قال تعالى: { وَلَقدْ نَصَرَكُمْ الله ببَدْر وأنتُمْ أذِلَّةٌ فَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }.
2- اسَتشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً.
3- غنم المسلمون غنائم كثيرة.
4- قُتِلَ من المشركين سبعون. واُسِرَ منهم سبعون وممن قتل أبو جهل.
5- عرف المشركون أن المسلمين أصبحوا قوة عظيمة..