الكرم هو صفة أصيلة في النفس الإنسانية ومعناها الإعطاء الإنفاق وطيب النفس وهو ضد اللؤم والنذالةلذا قالوا ” أصل المحاسن كلهاالكرم “.
ولا أعرف أين ذهبت تلك السجية وهذه الخصلة التى عرفنا بها فهؤلاء أخوة لنا فى غزة لا يجدون نقطة الماء فضلا عن لقمة العيش ، لا أعرف أين مليارات الدول العربية التى تكدست بها بنوك سويسرا
لماذا غلبنا الشح والبخل مع أخوة لنا سنسأل عنهم يوم القيامة ، فلتتذكرى أمة العرب ماضيك وكرم أجداد لنا
” الأعرابى ومعن بن زائدة ”
كان أعربى قد تراهن مع جماعة على أنه يستطيع استفزاز معن بن زائدة
دخل الأعرابى عليه فقال له : أتذكر إذ لحافك جلد شاة ، وإذ نعلك من جلد البعير
فقال معن له : نعم أذكر ذلك ولا أنسى
قال الأعربى : فسبحان الذى أعطاك ملكا وأجلسك على سرير
فقال معن : سبحانه وتعالى ذلك من فضله
فقال الأعربى : ولست مسلم مادمت حى على معن يسلم الأسير
فقال معن : السلام سنة وها شأنك
فقال الأعربى : سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقير
قال معن : إن جاورتنا فمرحبا بك وإن فارقتنا فمصحوب بالسلامة
فقال الأعربى : فجد لى يابن ناقصة بمال فإنى قد عزمت السير
فقال معن : أعطوه ألف دينار
فقال الأعربى : قليل ما أتيت به وإنى لأطمع منك بالمال الكثير
فقال معن : أعطوه مثلها ” أى ألف أخرى “
فقال الأعربى : سألت الله أن يبقيك زخرا فليس لمثلك فى البرية من نظير
وحكى له قصة الرهان وكيف أن حلمه وصبره وكرمه قد غلباه
* وحين سئل حاتم الطائى عمن هو أكرم منه
) سأل رجلٌ حاتم الطائي، وهو كما نعرف مضرب أمثال العرب في الكرم،
فقال له السائل : يا حاتم، هل غلبك أحد في الكرم؟!.
قال: نعم، غلام يتيم من طي، نزلت بفنائه، وكان له عشرة رؤوس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه، وأصلح من لحمه، وقدم إلي، وكان فيما قدم إلي الدماغ، فتناولت منه فاستطبته
. فقلت: طيب والله، فخرج من بين يدي، وجعل يذبح رأساً رأساً، ويقدم لي الدماغ، وأنا لا أعلم، فلما خرجت لأرحل، نظرت حول بيته دماً عظيماً، وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره
فقلت له: لم فعلت ذلك؟!. فقال: يا سبحان الله، تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به، إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة!.
قيل يا حاتم: فما الذي عوضته؟!. قال: ثلاثمائة ناقة حمراء، وخمسمائة رأس من الغنم.
فقيل: إذاً أنت أكرم منه. فقال: بل هو أكرم، لأنه جاء بكل ما يملك، وإنما جدت بقليل من كثير.
فأين أين هؤلاء !؟ ومن لجوعى وعطشى أهلنا فى غزة العزة — إلا الله