بقلم / علي دوابة
هيَ وَحدها تمشي في الشَّوارِع المُقفِرة …
و أنا …….
معَ ما بقي منها
نُفتِّشُ في الشَّوارع المُزدحمة عنها …
ليسَ غريباً أن تكون الأرصفةُ ذاتها و العلاماتُ
المُروريَّةُ المُؤدِّيةُ للحنين ذاتها نفسُ الأمكنةِ
الخاصَّة بوجودِنا الغير ملموس …!!!!!
هناك حيثُ أتَجرَّدُ مِن الوقت و الزَّمن
و أعلمُ أنَّ كُلَّ شيئٍ في هذا الوجود مُزدحم
يدورُ السُّؤالُ دورةَ البيكار …
كيفَ لها أن ترمي ثِقلَ الحياة على جانب الطَّريق و تمضي …!!؟؟
أيَحكِمُها عقلُ قلبها أم قلبُ عَقلِها ..!!؟
أم يَحكِمُني الحنين على هواها …. ؟
الرُّوح آلةٌ للجسد
و الأفكار بأثقالها آلةٌ للرُّوح
بقوامها الطَّبيعيّ
فكيفَ جُبِلت أنا ….
إن لم أكن من طين و ماء …!!!
و كيف لتلكَ ( الرَّاحلةُ ) أن تكون هيئةً مُطهَّرةً من الجَّسد الآخر لها …؟؟؟؟؟
دعونا نشربُ قَرقف الشَّوق
نخباً … لِجسدها الآخر
هي تُبحرُ و أنا بأثقاليَ أغوص و أغرق
فلا مكان لنشوةِ الأقداح بين القاعِ و السَّطح
دعونا نَنظُرُ من مِنَّا له كيفيَّة الولوج في الآخر
حتى يبدو لنا الفقد
كَلُعبة الطُّرة وَ النَّقش ….!!!
أنا مُتعبٌ …
و كينونَتي لا تسمحُ لي برمي الأنوثة الَّتي أحِبُّ أن اقترِن بها …..
فكيف لها أن رمت و لم ترحل …!!!
و كيفَ لها أن رحلت دون أن ترمي ولو بكلمةٍ
تُبطِلُ بها العجب الَّذي يُغرِقُني حدَّ الهذيان
كُلُّ ما دَوَّنتُه …
أقصدُ به مدار الشُّعور الَّذي لا يَتشابه
وَ كُلُّ ما أقصِدُهُ و أتحدَّث عنه
( هو كَمِّية الغباء حين الاختيار ) ….
( و عن كثافة الحُجُبِ الَّتي تُظلِمُ بنا )
ولا تُعَرِّينا من ذواتنا لأنوار الصَّواب )
حتَّى نُقابل جميلاً بسيطاً بمليار نقيض …!!!!
وَ لكن …..
هذه هي سُنَّةُ الشُّعور يا سادة …..