استقبلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نيافة الأنبا جوزيف، أسقف عام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أفريقيا، وذلك لبحث تعزيز سبل التعاون في ملف الجاليات المصرية بالقارة السمراء، وكان اللقاء بحضور السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات.
وقد رحبت السفيرة سها جندي بنيافة الأنبا جوزيف، وأكدت على أهمية التعاون مع الكنيسة المصرية في أفريقيا التي لها دور أصيل في تذليل أي عقبات تواجه أبناء الجالية المصرية هناك والعمل على تلبية احتياجاتهم في مختلف النواحي، مشيرة إلى أن الكنيسة المصرية والأزهر الشريف مؤسستان وطنيتان يمكن الاستفادة من جهودهما في تعزيز القوة الناعمة المصرية داخل القارة السمراء.
وقالت الوزيرة إن القيادة السياسية حريصة على تعزيز العلاقات مع الأشقاء الأفارقة، وكذلك الاستفادة من القوة الناعمة المصرية هناك، مؤكدة أن الجاليات المصرية في أفريقيا متميزة في العديد من الدول الأفريقية ما بين رجال أعمال وأطباء ومهندسين وعناصر متميزة من الدبلوماسيين المصريين، لافتة إلى أن هناك تعاونا دائما ومستمرا بصدد توفير الكوادر وتدريب ونقل الخبرات إلى أفريقيا في قطاعات الصحة والتعليم والتشييد، وهناك الكثير من المشروعات التي قامت بها شركات مصرية متميزة في القارة السمراء بمشاركة عمالة مصرية ماهرة.
كما أوضحت الوزيرة أن وزارة الهجرة بصدد التنسيق لإطلاق مؤتمر “مصر تستطيع بالتجارة والصناعة مع أفريقيا” انطلاقا من العمق المصري في أفريقيا، مشيرة إلى أهمية وضع استراتيجية للتعاون مع الأشقاء الأفارقة وفتح أسواق جديدة وتحقيق منافع متبادلة.
وقد تناول اللقاء الحديث حول تنشيط حركة السياحة والطيران مع الدول الأفريقية، وتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات وزيادة عمليات الاستيراد والتصدير خاصة للأدوية والأغذية والمحاصيل الزراعية والأثاث، والتعاون في مجالي التعليم والكهرباء، وإرسال دعم طبي للدول الأفريقية.
من جهته، أعرب نيافة الأنبا جوزيف عن بالغ سعادته بلقاء وزيرة الهجرة، وأعلن ترحيبه بالتعاون مع الوزارة خاصة في ظل تحرك مصر الكبير بالقارة الأفريقية في عهد الجمهورية الجديدة، وأضاف: “إننا نتطلع إلى وجود تعاون مشترك بين وزارة الهجرة والكنيسة المصرية في أفريقيا، في النواحي العلمية والصحية والاجتماعية إلى جانب مجالات التنمية المستدامة، كما نسعى لتنمية العلاقات المتبادلة وتعزيزها بشتى الطرق”.
وتابع نيافته مستعرضا النشاط المكثف للكنيسة القبطية في أفريقيا، وخصوصا في دول الجنوب الأفريقي، مشيرا إلى مختلف أشكال الخدمات التي تقدمها للأخوة الأفارقة بما في ذلكً الخدمات الطبية في العيادات المتنقلة، التعليم، مراكز التدريب المهني، المشروعات الصغيرة، إعادة توطين النازحين وتوفير التدريب والتأهيل والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الغذاء واستزراع الأراضي، كما أن هناك اهتماما وأولوية تمنحها الكنيسة للمناطق الأولى بالرعاية، مشيرًا إلى أن الكنيسة المصرية تتعاون في كافة ما تقدمه من خدمات مع جميع أبناء مصر في أفريقيا وجميع السفارات، بما في ذلك في بعض المشروعات التي يتم التعاون فيها مع وكالة “الشراكة من أجل التنمية” التابعة لوزارة الخارجيةً تعظيماً لجهود مصر وتواجدها وتأثيرها في القارة الأفريقية، مؤكدا حرصه على التعاون مع وزارة الهجرة في أية مشروعات تسهم في تحقيق هذا الهدف.
وفي ختام اللقاء، لفتت سيادتها إلى أنها في إطار مبادرة “ساعة مع الوزيرة” تحرص على استدامة التواصل مع أبنائنا والاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم ومناقشتها تمهيدا لتطبيق الأفكار القابلة للتنفيذ، مؤكدة على التنسيق لتنظيم لقاء افتراضي عبر الفيديو كونفرانس قريبا مع الجالية المصرية في ٤ من دول الجنوب الأفريقي، مشيرة إلى أنها قد التقت بالفعل من بين الجاليات المصرية حول العالم بـ 3 جاليات في أفريقيا (جنوب أفريقيا وكينيا وليسوتو)، وهو ما رحب نيافة الأنبا جوزيف به ووعد باتخاذ اللازم تحضيرا لهذا اللقاء من أجل خروجه بأفضل النتائج.