وزارة الآثار وجامعة القاهرة تعلنان تفاصيل الكشف الأثري الجديد بتونة الجبل بالمنيا
بروتوكول تعاون لإعادة تأهيل المنطقة ووضعها على الخريطة السياحية
متابعة / مجدي بكر أبو عيطا:
عقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار، اليوم مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تفاصيل الكشف الأثري الذي قامت به بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة بمنطقة تونة الجبل بالمنيا بحضور عصام البديوي محافظ المنيا والدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، والدكتور جمال أبو المجد، رئيس جامعة المنيا، والدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار، وبعثة كلية الآثار وعدد من سفراء الدول الأجنبية ومديري معاهد الآثار بمصر وعدد كبير من نواب البرلمان .
وأكد ، وزير الآثار، أن عام 2017 كان ثريًّا بالاكتشافات الأثرية، سواء من خلال البعثات المصرية والبعثات المصرية الأجنبية، من بينها مقبرة لكاتب مصري اسمه خونصور، وتمثال المطرية، الذى كان كشفًا ضخمًا، مشيرًا إلى أن التغطية الخاصة بالتمثال من أكبر التغطيات الإيجابية التى حصلت عن مصر خارج مصر فى الفترة الأخيرة، قائلًا: “هى رسالة من أجدادنا لعودة السياحة فى مصر من جديد”.
وأوضح الوزير أن الكشف الأثرى تضمن عددا من المومياوات من خلال رادار يخترق الأرض ابتكرته كلية العلوم يرصد الآثار، ويسهل مهمة الاكتشاف، مؤكداً أن هذا الكشف فى بدايته وسنصل للكشف العالمى والعظيم من خلال استكمال الحفائر، قائلا، “هذا كشف مهم لتقدم العلم والباحثين ولفت الانتباه لمصر”.
وأعلن الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، أن بعثة حفائر كلية الآثار لهذا الموسم حققت كشفا أثريا مهما بمنطقة تونة الجبل بمحافظة المنيا، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف غير مسبوق، وعبارة عن مقبرة ضخمة تتبع طراز الكاتا كومب (المقابر المنحوتة فى الأرض أو فى الصخر)، والتي أحياناً ما تكون متعددة الطوابق وتتضمن آبار وحجرات ودهاليز متعددة كثيرة التعاريج.
وأضاف أن بعثة حفائر كلية الآثار بإشراف الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار ورئاسة الدكتور محمد صلاح أستاذ الآثار المصرية بالكلية وباقي أعضاء البعثة، كشفت بداخل المقبرة عن معالم أثرية مهمة وغير مسبوقة، منها 12 مومياء سليمة كاملة، فضلاً عن بقايا مومياوات وعظام كثيرة، بالإضافة إلى التحف المنقولة من الفخار وغيره، موضحا أن قسم الجيوفيزياء بكلية العلوم بجامعة القاهرة شارك ببعض الأعمال الخاصة بعمليات الكشف الأثري.
وقرر رئيس جامعة القاهرة صرف 10 آلاف جنيه لكل عامل فى البعثة يتسلمها خلال الأسبوع المقبل، واعدا بمكافأة أخرى لأعضاء البعثة، بمن فيهم موظفين وزارة الآثار المرافقين لها.
من جانبه أعلن عصام البديوى، محافظ المنيا، عن توقيع بروتوكول تعاون الأسبوع المقبل مع وزارة الآثار وجامعتى القاهرة والمنيا لتأهيل منطقة تونة الجبل ووضعها على الخريطة السياحية ، حيث ستتولى جامعة القاهرة تطوير منطقة حفائرها في تونة الجبل ووضعها على خريطة السياحة في مصر ، مع تحويل استراحة طه حسين إلى متحف ومنتدى ثقافي على مستوى عالي، على أن تتولى جامعة القاهرة التمويل لتتحول المنطقة إلى منطقة أثرية على خريطة السياحة.
وأضاف إن الاكتشاف الأثري الذي حققته بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة بمنطقة تونة الجبل يكلل جهود أناس كثيرين سابقين، منذ أن اكتشف الدكتور سامي جبره ، أستاذ كلية الآثار، الأنفاق، معلنا إعادة وضع محافظ المنيا على الخريطة السياحية من تونة الجبل وخط سير العائلة المقدسة الذي تولته وزارة الآثار، والذي سينقل المحافظة خطوات كبيرة نحو التقدم
قال الدكتور محمد صلاح، رئيس بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة، التى اكتشفت المقبرة الجديدة بمنطقة تونة الجبل بالمنيا، إن بعثة الحفائر التابعة للكلية تعد أقدم بعثة مصرية خالصة عملت فى الوقت الذى كان العمل فى هذا المجال قاصرا على البعثات الأجنبية منذ عام 1931، عندما نجح الدكتور سامى جبرة فى تحقيق عدد كبير من الاكتشافات البالغة الأهمية، وضعت منطقة تونة الجبل على الخريطة السياحية كواحد من أهم المواقع السياحية فى مصر.
وأضاف صلاح، بكلمته خلال المؤتمر الصحفى أن تونة الجبل هى بحيرة تقع فى الجنوب وتجمعت فيها مياه كثيرة ونسبت إلى الجبل الغربى، مؤكدا أنه فى عام 1989 انضم الفريق الألمانى للبحث ويستمر حتى الآن، وعام 1981 تولى رئاسة البعثة الدكتور المرحوم عبد الحليم نور الدين الذى كان وزيرا للآثار لافتا الى أنه المشاركة في الحفر الأثرى بإمكانيات جامعة القاهرة وبيننا شباب باحثين على درجة عالية من الخبرة، ونجحنا فى تحديد منطقة بهذا الموقع ثم الاتفاق مع كلية العلوم بالجامعة للتنقيب باستخدام الأجهزة الحديثة، وأنتجبت هذه الفحوص العثور على بعض الفتحات والآبار الظاهرة على الأثر وقمنا بالتنقيب وكلل المجهود بالنجاح، وحصلنا على هذه البئر والدهاليز، ووصل عدد الآبار إلى 4 تقود للعديد من الدهاليز، وتم الكشف عن المنطقة التى تبشر بجبانة كبيرة، وتمثل المقبرة المكتشفة منها 1 على 10 من الموجود فى الجبانة.