كتبه / محمد لطفي خضر
تابعت الجماهير المصرية اكتمال عقد الفرق الإفريقية المتأهلة لكأس العالم بروسيا 2018 بوصول منتخبي المغرب وتونس .
ولكن الجماهير المصرية توقفت كثيراً عند منتخب المغرب تحديداً لأسباب عديدة :-
– صعد منتخب المغرب إلى كأس العالم للمرة الخامسة فى تاريخه عن جدارة واستحقاق بعد غياب دام 20 سنه منذ آخر مشاركة عام 1998 ولكن هذه المرة برقم قياسي بإنهاء التصفيات والمباريات الستة التى خاضها الفريق دون أن تهتز شباكه ولو لمرة واحدة رغم وقوعه فى مجموعة قوية تضم ( كوت ديفوار – الجابون – مالى ) وأحرز لاعبو المنتخب المغربي 11 هدف وحافظ على نظافة شباكه حتى نهاية التصفيات فى رقم قياسي غير مسبوق بين جميع المنتخبات الإفريقية التى تأهلت لكأس العالم .
– آخر مباراه للمنتخب المغربي فى التصفيات كانت خارج ملعبه أمام كوت ديفوار على ملعبها ووسط جماهيرها المتحمسه وفوز كوت ديفوار فى هذه المباراه كان يعنى صعودها لكأس العالم وإقصاء المنتخب المغربي الذي كان يكفيه التعادل فقط لحجز بطاقة التأهل . ولكن نجوم منتخب المغرب استطاعوا قهر منتخب كوت ديفوار على أرضه ووسط جماهيره بهدفين نظيفين أحرزهما نبيل درار والمهدي بن عطيه .
– كل ماسبق ورائه مدير فنى من العيار الثقيل هو الفرنسي ” هيرفي رينارد ” صاحب ال49 عاماً – مدير فنى يمتلك فنيات عالية وشخصية قوية وأداء تكتيكى على أعلى مستوى ليس فقط مع منتخب المغرب الذي تولى مسئولية تدريبه منذ عام 2016 ولكن بسبب إنجازاته العديدة فى قارة إفريقيا مع منتخبات أخرى .
– تولى رينارد تدريب منتخب زامبيا 2011-2013 واستطاع الفوز بكأس الأمم الإفريقية عام 2012 مع منتخب زامبيا بعد تغلبه فى المباراه النهائية على منتخب كوت ديفوار بركلات الترجيح .
– ثم تولى تدريب منتخب كوت ديفوار 2014-2015 واستطاع الفوز بكأس الأمم الإفريقية أيضاً عام 2015 بعد تغلبه فى المباراة النهائية على منتخب غانا بركلات الترجيح أيضاً . واستطاع الفوز بلقب أفضل مدير فنى فى قارة إفريقيا فى هذا العام عن جدارة واستحقاق .
– ثم جاء إنجازه الأخير تتويجاً لمجهوده الرائع بالوصول لكأس العالم بروسيا 2018 مع منتخب المغرب بعد توليه المهمة منذ عام 2016 .
– تقارن الجماهير المصرية بين هذا المدرب الفرنسي القدير وبين مدرب منتخب مصر هيكتور كوبر الأرجنتينى والذي وصل لنهائيات كأس العالم بفضل دعوات المصريين وضربة جزاء محمد صلاح أمام الكونغو فى الوقت بدل الضائع فى الجولة قبل الأخيرة بعد أداء مخيب للآمال طوال مشوار التصفيات لم يقنع الجماهير ولكنها فى النهايه فرحت فقط بالوصول لكأس العالم بعد غياب دام 27 سنه .
– تابعت الجماهير المصرية مدرب المنتخب المغربي وهو يوازن بين الدفاع والهجوم أحرز 11 هدف بمعدل هدفان تقريباً كل مباراه ولم تهتز شباكه طوال التصفيات فاز على مالي بسداسية وعلى الجابون بثلاثية وفاز على كوت ديفوار خارج أرضه بثنائية . أما المنتخب المصري الذي يلعب مديره الفنى بتحفظ دفاعي شديد بوجود لاعبي ارتكاز فى وسط الملعب لا يمتلكون المهاره ولا الرؤيه ولا الإبتكار وبدون مهاجم صريح بسبب فشله فى إختيارات اللاعبين بعد إصابة مروان محسن فى كأس الأمم الإفريقية . فقد احرز طوال مشوار التصفيات 8 أهداف ودخل مرماه 3 أهداف ضمن مجموعه تضم منتخبات ( غانا – اوغندا – الكونغو ) .
– استطاع المدير الفنى لمنتخب المغرب أن يلعب بجميع الأوراق الرابحة والمتميزة ولم يعتمد على تشكيلة بعينها دون تغيير كما يفعل كوبر مع منتخب مصر فنراه يعطي فرصة لوليد أزارو ثم يستبعده بسبب عدم اثبات جدارته ثم يشرك بوطيب فيحرز ثلاثية فى الجابون ثم بعد ظهور أشرف بن شرقي لاعب الوداد المغربي بمستوى متميز في نهائي إفريقيا ذهاباً وإياباً أمام الأهلى المصري نراه يضمه في مباراه مصيرية أمام كوت ديفوار خارج الأرض ويثبت بن شرقي جدارته كما استدعى محمد أوناجم لاعب الوداد أيضاً ولكن استبعده بداعى الإصابة . وهذا يدل على أن جُملة “باب المنتخب مفتوح للجميع” يتم تطبيقها جيداً فى المنتخب المغربي . عكس المنتخب المصري والذي نرى لاعبين محليين يتألقون مع انديتهم ولكن لا يتم استدعاؤهم بحجة ان الأداء فى المباريات المحلية يختلف عن الأداء مع المنتخب القومي . كلام هراء فى هراء وحجج بالية فبالرجوع لتاريخ المنتخب المصري نجد أن فترات تألقه مع المدير الفنى الراحل محمود الجوهرى والمدرب القدير حسن شحاته كان بفضل اللاعبين المحليين بنسبة كبيرة فشاهدنا نجوماً بمعنى الكلمة أمثال ( ربيع ياسين – أحمد الكأس – أحمد رمزى – هشام عبد الرسول – إسماعيل يوسف – جمال عبد الحميد – التوأم حسن – محمد ابوتريكه – محمد بركات – حسنى عبد ربه – أحمد فتحى – سيد معوض – عماد متعب – وائل جمعة ) واستطاع المنتخب فى هذه الفترة الحصول على كأس الأمم الإفريقية أعوام 98 – 2006-2008-2010 ) والوصول لكأس العالم عام 90 – وكان قاب قوسين أو أدنى من الوصول لكأس العالم 2010 – واستطاع تقديم أداء رائع فى بطولة العالم للقارات 2009 بالفوز على منتخب إيطاليا الرهيب بهدف محمد حمص الشهير وتقديم أداء عالمي بشهادة الجميع أمام منتخب البرازيل والخسارة بصعوبة فى نهاية المباراة 3-4 بضربة جزاء نتيجة خطأ ساذج من أحمد المحمدى .
– الجمهور المصري يعشق الكرة الجميلة ويسترجع ذكريات الماضي ليشاهد الكرة الممتعة الهجومية التى كان يقدمها منتخب مصر . أما الآن فإذا سألت الجماهير كم عدد المباريات الممتعة الهجومية لمنتخب مصر منذ تولي هيكتور كوبر المسئولية منذ 3 سنوات تقريباً ستكون الإجابة ( صفر ) .
– فليذهب الجميع لمشاهدة المنتخب المغربي الشقيق وأدائه الممتع مع مديره الفنى القدير ” هيرفي رينارد ” . ولك الله يا جمهور مصر العظيم .
وإلى لقاء قريب بإذن الله ..