محمد حسن كامل
سؤال عاصف للذهن
مثير للإستفزاز
في نفس الوقت مثير للحيرة
ملف شائك نطرحه سوياً على مائدة البحث والفحص
نحاول بالحوار الولوج في عوالم واسرار الوعي
حاولت أن اضع تفسيراً للوعي يحمل توقيعي وبصمة من بصمات فكري
وأخيراً بفضل الله إهتديت لهذا التعريف بهذا التصريف .
الوعي هو مايسترو الإدراك بين الإنسان والأكوان
الوعي هو المذكرة التفسيرية التي تفسر المحيط الكوني من حولنا
وعاء يسع كل المعلومات والمشاعر والذكريات والأحداث والأحلام حتى الأوهام والأفراح والأحزان والإنتصارات والهزائم , الوعي يستوعب كلما شحنته بالفكر والعلم والمعرفة , الوعي قارئ جيد لكل معطيات الأحداث , وهو قادر على التفكيك والتركيب والإبداع واليراع
اعتبرت الفلسفة بأنّ الوعي هو جوهر الإنسان وخاصيته التي تميزه عن باقي الكائنات الحيّة الأخرى , حيث إنّ الوعي يصاحب كل أفكار الإنسان وسلوكه، وهو ما يطلق عليه اسم (الوعي التلقائي)، كما أنه مرتبطٌ بمجموعة الأحاسيس والمشاعر التي تكمن في أعماق الذات وهذا ما يطلق عليه (وعي سيكولوجي)، ويظهر هذا الوعي في الحياة العمليّة الذي يتجسد على شكل وعي سياسي أو أخلاقي على سبيل المثال.
الوعي التلقائي يُعتبر مقياس ريختر لرد الفعل اللحظي إزاء حدث ما أو مفاجأة ما , الوعي التلقائي يقدم تحليلا لشخصية صاحب الوعي نفسه إزاء كل الأحداث من فرح أو حزن ومن نجاح او إخفاق ….تجاه كل الثنائيات وكل المتناقضات ….سواء في الهدوء وربما في التهور والتوتر .
هل للوعي عنوان عضوي يمكن التوصل له ؟
مثله مثل العقل , إن وجدت الأول ستجد الثاني
كلاهما موجود ولكن بلا عنوان ولا حدود
الوعي لغز والعقل لغز أخر
وكل إنسان له وعي وله عقل ولكن مفقود العنوان
وكيف نبحث عنه في مجرة الإنسان
والإنسان في حد ذاته مجرة تسع لمليارات من الكواكب تتشابه مع الخلايا الحية في جسم الإنسان …, إن العلم الحديث مازال قاصراً على فهم ألغاز مجرات الخلايا في جسم الإنسان وعلاقتها بالوعي فضلاً عن التواصل الإرادي واللإرادي بينها عن طريق اكبر سنترال للإتصالات في المخ , هذا السنترال يرسل ويستقبل مليارات الإشارات من الوعي واللاوعي في اقل من الثانية الواحدة , إن سعة الإرسال والإستقبال اسرع وأوسع من كل وسائل التواصل في العالم كله مضروباً في اضعاف مضعفة .
الوعي أربعة أنواع :
11 ) الوعي الفردي أو ” وعي الأنا “
ويرى صاحب هذا الوعي الحياة من نافذة ضيقة , ويكون صاحب هذا الوعي منفصلاً عن الناس والحياة إلا في حدود صغيرة جداً , صاحب هذا الوعي لايرى إلا نفسه فقط وانه في صراع مع الأخرين للبقاء , هو يدمر كل شئ ويحاول أن يمتلك كل شئ .
2 ) الوعي الجماعي
الذي يفسر خاصية الإلتصاق بالجماعة ويرى انه لابد أن يؤثر ويتأثر , وعي الإنتماء لخواص مجتمعية وثقافية ودينية وسياسية وعرقية ولغوية , يكون الدفاع عنها مستميتاً , وهذا النوع من الوعي الجماعي أو القومي سبباً في كثرة النزاعات والحروب الدولية , التاريخ يفسر تلك الظاهرة من هذا المنظور الحربي والسياسي والإقتصادي والفكري والديني .
3 ) الوعي الكوني
وهذا النوع لديه رؤية اوسع وأشمل من الفكر والثقافة بحيث يرى ان كل الكائنات شريكة معه في الحياة , ولكل كائن له دور وله وظيفة وله رزق وله عمر , وان الحياة وحدة كاملة متكاملة شرطها الاساسي هو قبول الأخر في منظومة الحياة دون إستقواء ولا إستعلاء .
4 ) الوعي السرمدي
وهو الوعي النوراني حينما يتلاشى الزمان والمكان والأسباب والمسببات والظلال ويتبدل الخلق بخلق أخر , حياة أسرع من الضوء , حياة الخلود في ضيافة الله الواحد المعبود ….في الوعي السرمدي إدراك حقيقة التسبيح والتقديس لله رب العالم
حينما ينقضي عمر ابن ادم على الدنيا ويحين نهاية الأجل يكون في الإحتضار , يكون في
حالة الوعي واللاوعي فيدرك :
1- سلام الله عليه يُبلِّغه إياه مَلَك الموت، ولو لم يكن من الكرامة إلا هذا لكفى.
2- بِشارة مَلَك الموت له والسلام عليه.
3- أن يعلم مكانه من الجنة قبل موته.
4- رؤيته لملائكة الرحمة بوجوههم الطيبة.
5- سهولة خروج رُوحه.
6- خروج رُوحه في ضبائر ريحان الجنة ومِسك الجنة.
7- خروج رُوحه في كفن من الجنة، وحَنوط من الجنة، وحريرٍ من الجنة.
8- إذا خرجت روحه صلَّى عليه كل مَلَك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء.
9- خروج الريح الطيبة منه كأطيب نفحة مسك على وجه الأرض.
10- نداء الملائكة له بأحب أسمائه إليه.
11- يُشيِّعه من كل سماء مُقرَّبوها إلى السماء التي تليها، حتى يُنتَهى به إلى السماء السابعة.
12- لا تَمر رُوحه بباب من أبواب السماء إلا فُتِحَ له، ولا مَلَك إلا صلَّى عليه وشفع.
13- قول الله – عز وجل -: ((اكتبوا كتاب عبدي في عليين، بمشهد من المقربين))، ويا لها من كرامة.
14- يُشرِق وجهه ويأتي ربه من الباب الذي كان يصعد عمله منه، ولوجهه برهان مثل الشمس.
15- نداء منادٍ من السماء أن صدَق عبدي، ولو لم يكن إلا ثناء الله عليه لكفاه.
16- لُقيا رُوح المؤمن لأرواح المؤمنين وفرَحهم به.
17- بشرى الملائكة له بدخول الجنة، وألا خوف عليه ولا حزن على ما خلف من أمر الدنيا من ولدٍ وأهل، فإنهم يخلفونه فيهم أحسن الخُلْف، وإنهم سيؤنِسون وَحشتَه في القبور، وعند النفخ في الصور، ويوم البعث والنشور.
18- دخول رُوحه إلى بلاد الأفراح ومأوى الطيبين (الجنة) من يوم موته، ونعيم جسده في قبره.
السؤال المطروح والعاصف للذهن :
هل يموت وعي الإنسان بوفاة النفس ….؟
أم يستمر ليعلم حكم الله فيه في النعيم أم خلاف ذلك ؟
سؤال عاصف للذهن يطرحه
محمد حسن كامل