بقلم:.. رافع آدم الهاشميّ
باسمِ اللهِ الْحُبّ،
باسمِ اللهِ الْخَير،
باسمِ اللهِ السَّلام،
باسمِ اللهِ أَبدأُ وَ باسمِ اللهِ أَمضي وَ باسمِ اللهِ أَنتهي إِلى مُبتغاي،
باسمِ اللهِ الّذي لا يَضرُّ مَعهُ شَيءٌ في الأَرضِ وَ لا في السَّماءِ وَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ..
وَ باسمِ اللهِ أَضَعُ بينَ يديك وَ أُقدِّمُها إِليك:
– باقَةُ وَردٍ مِنَ الْحُبِّ وَ الْخَيرِ وَ السَّلام.
أَمَّا بَعدُ:
فَهُوَ سؤالٌ لا بُدَّ مِن طَرحهِ على طاولةِ البحثِ عَنِ الحَقيقةِ:
– هل حَقَّاً الشُّهداءُ في جَنَّاتِ اللهِ خالِدونَ؟!
إِذاً:
– لماذا لا يَذهَبُ سُفهاءُ الدِّينِ وَ مَن حَذا حَذوَهُم إِلى الموتِ (الشَّهادَةِ) بأَنفُسِهِم هُم بَدَلاً مِن دَفعِهِم الآخرينَ للذهابِ إِلى الموتِ (الشَّهادَة) بَديلاً عَنهُم؟!
فَهؤلاءِ أَصحابُ العَمائِمِ وَ اللحى سُفهاءُ الدِّينِ لا فُقهاؤهُ؛ فالفُقهاءُ (رضيَ اللهُ تعالى عُنهُم وَ أَرضاهُم جَميعاً) مُنزَّهونَ عَمَّا يفعلُهُ هؤلاءِ السُّفهاءُ جُملَةً وَ تَفصيلاً، ليسَ مِن هَمٍّ لَهُم في الدُّنيا (هؤلاءِ السُّفهاءُ لا الفُقَهاءُ) سِوى إِصدارُ الفتاوى أَيَّاً كانت بُغيةَ إِبقاءِ المخدوعينَ بهِم خِرافاً طَيِّعَةً في حَضيرتِهم أَينما هُم يكونونَ، مِن أَجلِ جَمعِ الأَموالِ بسهولةٍ دُونَ عَناءٍ عَن طَريقِ ابتزازِ الْمَخدوعينَ بهِم ابتزازاً دينيَّاً وَ مِن ثَمَّ (بفتحِ الثاءِ لا بضمِّها) يتنعَّمونَ هُم (هؤلاءِ السُّفهاءُ لا الفُقهاءُ) بكُلِّ الملذَّاتِ دُونَ اِستثناءٍ وَ بأَموالِ الْمُخدوعينَ أَنفُسِهِم لا بأَموالِهم هُم!!!
فأَيُّهُما الأَحَقُّ بالتنعُّمِ بـأَموالهِ:
– أَصحابُ المالِ أَنفُسِهم؟
– أَمِ السُّفهاءُ الْمُخادِعونَ؟!
ثُمَّ (بضَمِّ الثاءِ لا بفتحِها):
– أَليسَ مِنَ الْحُمقِ كُلُّ الْحُمقِ أَن يُعطيَ صاحِبُ المالِ مالَهُ طواعيَّةً إِلى مَن يَخدَعَهُ وَ يبتَزَّهُ باسمِ الدِّينِ لأَجلِ أَن يتنعَّمَ الْمُخادِعُ بهذا المالِ بدلاً عَنهُ هُوَ؟!
إِذ أَنَّ الْمُحقِّقَ الْمُدقِّقَ اللبيبَ الحَصيفَ (أَيَّاً كانَ) حينَ يَبحَثُ عَن هؤلاءِ السُّفهاءِ الّذينِ اِدَّعوا الفِقهَ زورَاً وَ بُهتاناً، يَجدُهُم أَصحابَ أَموالٍ وَ أَملاكٍ شاسِعَةٍ مُنتشرِةً في دولٍ أُوربيَّةٍ وَ غَربيَّةٍ أَيضاً، بما فيها خاصَّةً: بريطانيا وَ أَمريكا وَ كَندا، ناهيك عَمَّا يجدُهُ لَديهِم مِن أُمورٍ أُخرى تُذهِلُ الجاهلينَ!!! وَ كُلُّها بأَموالِ الْمَخدوعينَ بهِم!!! بينما يجدُ المخدوعينَ بهِم مُتخبِّطينَ في عَذاباتِ الحَياةِ وَ آلامِها وَ في غياهِبِ الفَقرِ وَ الْجَهلِ وَ العُبوديَّةِ للمخلوقِ لا التعبُّدِ للإِلهِ الخالقِ الْحَقِّ!!!
– فهَل يرضى الإِلهُ الخالِقُ الْحَقُّ بهذا الْحُمقِ وَ الْتخبُّطِ الحاصِلَينِ للمخدوعينَ بهؤلاءِ السُّفهاء؟!!!
فإِنْ كانَ الشُّهداءُ في جَنَّاتِ اللهِ خالِدونَ، وَ أَنَّهُم مِن مصاديقِ قولهِ تعالى:
– {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ}..
[القُرآن الكَريم: سورة البقرة/ الآية (154)]..
فأَنت أَمامَ أَمرينِ لا ثالِثَ لَهُما مُطلَقاً:
الأَمرُ الأَوَّلُ: إِمَّا أَنَّ الكَلامَ في الآيةِ أَعلاهُ هُوَ كَلامُ اللهِ.
الأَمرُ الثاني: وَ إِمَّا أَنَّ الكَلامَ في الآيةِ أَعلاهُ ليسَ كَلامُ اللهِ!
أَيّ:
– إِمَّا أَنَّ ما وردَ في القُرآنِ هُوَ كَلامٌ مُنزَلٌ مِنَ اللهِ.
– وَ إِمَّا أَنَّ ما وردَ في القُرآنِ هُوَ كَلامٌ غَيرُ مَنزَلٍ مِنَ اللهِ!!!
فإِن كانَ الكَلامُ مُنزَلاً مِنَ اللهِ، توجَّبَ على مَن يَدَّعونَ الفِقهَ في الدِّينِ أَن يتعبَّدوا بهِ، وَ بالتالي: أَصبَحَ واجباً عَليهِم تصديقُهُم هذا الكَلامَ وَ أَلزَمَهُم الطاعَةَ طَوعَاً لا كَرهَاً، وَ بالتالي: توجَّبَ عليهِم أَن لا يجمَعوا الأَموالَ مُطلَقَاً وَ أَن يذهبوا هُم أَنفُسُهُم إِلى الموتِ (الشَّهادَةِ) لا أَن يَدفَعوا غيرَهُم إِليها!!! وَ إِلَّا، إِن لَم يفعلوا، وَ لَم يفعلوا، وَ لَن يفعلوا، وَ ما فَعلوها يوماً قَطّ! أَصبَحوا عُصاةً خارجينَ مِن طاعةِ اللهِ..
حينها:
– كَيفَ يُغريك عَقلُك بطاعَةِ هؤلاءِ العاصينَ الله؟!!!
– كَيفَ توجِبُ على نفسك أَنت التعبُّدَ إِلى اللهِ بفتاوى أَشخاصٍ رَفضوا وَ يرفضونَ وَ سيرفضونَ أَوامرَ الله؟!!!!
فإِن بقيت أَنت على تعبُّدك بفتاواهُم، فأَنت تُقِرُّ إِقراراً صريحاً واضِحاً بأَنَّ هؤلاءِ سُفهاءُ الدِّينِ هُم وَ فتاواهُم على حَقٍّ مَحضٍ، وَ أَنَّ اللهَ وَ ما أَنزلَهُ في القُرآنِ الكَريمِ على باطلٍ مَحضٍ!!! وَ إِذا تنزَلَّنا جَدَلاً أَصبحت أَنت تُقِرُّ بأَدنى الاحتمالاتِ: أَنَّ ما وردَ في القُرآنِ الكَريمِ ليسَ كُلُّهُ كَلامٌ مُنزَلٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ إِنَّما فيهِ كَلامٌ مِنَ البشرِ؛ بدليلِ: طاعتك فتاوى سُفهاء الدِّينِ هؤلاءِ الّذينَ يَجمعونَ الأَموالَ وَ الأَملاكَ في شتَّى بقاعِ الأَرضِ وَ يعيشونَ الحياةَ بملذَّاتِها وَ بحبوحتها وَ في الوَقتِ ذاتهِ يدفعونك أَنت وَ غيرَك إِلى الموتِ (الشَّهادة) بذريعَةِ التنعُّم خالداً في جنَّاتِ الله معَ غيرِك مِنَ الشُهداءِ (الأَموات الأَحياء)!!!
إِذ لو كُنت أَنت من المؤمنينَ إِيماناً مُطلَقَاً بأَنَّ ما في القُرآنِ الكَريمُ كُلُّهُ مُنزَلٌ مِنَ اللهِ، كُنت حينها كَفرت أَنت بجميع هؤلاءِ سُفهاء الدِّينِ وَ مَن حَذا حَذوَهُم وَ كَفرت أَنت أَيضاً بجَميعِ فتاواهُم أَيَّاً كانت؛ لالتزامك بأَوامرِ اللهِ لا بفتاوى هؤلاءِ الْمُخادعينَ السُّفهاء كَهنةُ الْمَعابدِ عُبَّادُ الدِّينارِ وَ الدِّرهَمِ وَ ما تحتَ طَيِّ الْعَكنتينِ!!!
ثُمَّ (بضَمِّ الثاءِ لا بفتحِها):
– أَيُّهُما الأَفضَلُ وَ الأَحسَنُ وَ الأَكثرُ نعيماً، جنَّاتُ اللهِ، أَمِ الحياةُ الدُّنيا؟
مِنَ البديهيِّ أَنَّ جنَّاتَ اللهِ هيَ الأَفضَلُ وَ الأَحسَنُ وَ الأَكثرُ نعيماً؛ فالحَياةُ الدُّنيا زائِلَةٌ لا محالة، وَ جنَّاتُ اللهِ باقيةٌ لَن تزولَ..
إِذاً:
– لماذا يتشبَّثُ سُفهاءُ الدِّينِ هؤلاءِ بالحياةِ الدُّنيا وَ لا يذهبونَ مُسارعينَ إِلى الموتِ (الشَّهادة) بُغيةَ التنعُّمِ في جنَّاتِ اللهِ مَع مَن أَصبَحوا فيها مِنَ الخالدينَ؟!!!
– هَل أَنَّ هذهِ الجنَّاتَ هيَ بدعَةٌ مِن بَدعِ مَن كَتَبَ القُرآنَ لنا وَ ادَّعى أَنَّهُ كَلامٌ مُنزَلٌ مِنَ اللهِ؟!!!
– هَل عَلِمَ سُفهاءُ الدِّينِ هؤلاءِ حقيقةَ هذهِ البدعَةِ فرفضوا الموتَ (الشَّهادة) وَ ظلّوا يتشبَّثونَ بالحياةِ الدُّنيا مُتنعِّمينَ بملذَّاتها أَيَّاً كانت؟
إِذاً:
– لماذا أَخفَوا هذهِ الحقيقةَ عنك وَ عَن كُلِّ الّذينَ دفعَوهُم وَ يدفعونهُم إِلى الموتِ بدلاً عَنهُم؟!!!
– أَليسَ الّذي يُخفي الحَقائِقَ وَ يُظهِرُ ما خِلافَها يَكونُ مِنَ المنافقينَ بداهَةً لا محالة؟
إِذاً:
– كيفَ يُغَرِّرُ بك عَقلُك بالتعبُّدِ إِلى اللهِ بفتاوى الْمُنافقينَ الْمُخادعينَ هؤلاء؟!!!
فإِن كانت جنَّاتُ اللهِ بدعَةٌ يُقِرُّ بها هؤلاءِ السُّفهاءُ، توجَّبَ عليك حينها (بطبيعةِ الحالِ) أَن تكونَ بهؤلاءِ السُّفهاءِ وَ بجميعِ فتاواهُم مِنَ الكافرين، وَ أَن تمتنعَ اِمتناعاً كُلِّيَّاً عَن إِعطائِهِم جُهدَك وَ حقّك أَو جزءً مِنهُ إِليهِم بذريعةِ الْخُمسِ وَ الزَّكاةِ وَ الصَدقاتِ وَ الخَيراتِ وَ أَيِّ ذريعةٍ أُخرى غيرها أَيَّاً كانت؛ لأَنَّك قَد عَلمت الحَقيقةَ مِن خِلالهم: أَنَّ جنَّاتَ اللهِ مُجرَّدُ بدعَةٍ وَ أُكذوبَةٍ مِن صُنعِ البَشرِ ليسَ إِلَّا!!!
وَ حَيثُ أَنَّها بدعَةٌ:
– فلماذا تذهَبُ أَنت وَ/ أَو غيرُك إِلى الموتِ بذريعةِ الشَّهادة المزعومَةِ هذهِ؟!!
– لماذا لا تكون أَنت وَ/ أَو غيرُك مُتأَسِّياً بهؤلاءِ السُّفهاء أَنفُسهِم بأَن تبقى مثلَهُم مُتشبِّثاً بالحياةِ؟!!!
– أَفهَل تكونُ الحَياةُ وَ مَلذَّاتُها مِن نصيبِ هؤلاءِ السُّفهاءِ فَقَط وَ يَكونُ الموتُ وَ التخبُّطُ في غياهِبِ الفَقرِ وَ الْجَهلِ وَ العُبوديَّةِ للمخلوقِ لا التعبُّدِ للإِلهِ الخالقِ الْحَقِّ مِن نصيبك أَنت وَ مَن غَرَّر بهِم عَقلُهُم مِثلك أَيضاً (هذا إِن كُنت أَنت بهؤلاءِ السُّفهاءِ مِنَ الْمُغرَّرين وَ لَم تَكُن بَعدُ مِن عِبادِ اللهِ الْمُحَرَّرينَ الْمُتَحَرِّرين)؟!!!
فمَع مَن يكونُ الْحَقُّ إِذاً:
– معَ الله؟
– أَم مَعِ هؤلاءِ السُّفهاءِ أَصحابُ العَمائمِ وَ اللحى؟!
– معَ ما وردَ في القُرآنِ الكَريم؟
– أَم معَ فتاوى هؤلاءِ الْمُخادعينَ السُّفهاء؟!
وَ:
– لماذا؟
…
تأَليف وَ تنفيذ وَ إِخراج:
رافع آدم