” العلم والعمل ” مصطلحان يحملان فى دلالالتيهما الكثير والكثير من أسباب نهضة الأمم والعجيب أنهما مشتقان من أحرف واحدة وهى ” ع – ل – م ” وإن اختلف ترتيبهما حسب مادة أو جذر كل منهما
” علم – عمل ” لكن هناك علاقة قوية وأصيلة تجمع بينهما ( العلم و العمل ) إنها علاقة ترابط و تكامل ” فالعلم “ هو الحجر الأساسي الذي يعتمد عليه الفرد لكي يتقدم في عمله وذلك لأن الإنسان كلما نجح في تعلم واكتساب مهارات جديدة سيساعده ذلك على الترقي في العمل و هذا ما يكسبه مكانة مميزة ،و يسهم أيضاً في بناء الأمم فالدول التي استطاعت الإستفادة من العلم صارت فى مصاف الدول المتقدمة وصاحبة الريادة
وحديثنا اليوم — عن أمة عجيب أمرها ! إنها أمتنا والتى أصبحت – مع شديد الأسف –
أمة تعلم ولا تعمل !
– فهذا الأمام ابن القيم يروى أن
“جارية هلكت بعد إصابتها بطاعون، فرآها أبوها في المنام، فقال لها: يابنيه أخبريني عن الآخره فقالت: قدمنا على أمر عظيم، وقد كنا نعلم ولا نعمل .. والله لتسبيحة واحده أو ركعة واحده في صحيفة عملي أحب إلي من الدنيا وما فيها!!” هكذا قالتها الجارية “كنا نعلم ولا نعمل” ..
وهذا حالنا اليوم فكلنا نعلم أننا إذا قلنا “سبحان الله وبحمده” مائة مرة تغفر لنا ذنوبنا وإن كانت مثل زبد البحر .. وتمر علينا الأيام والليالي ولا نقولها
*كنا نعلم أن ركعتي الضحى تجزئ عن 360 صدقة .. وتمر علينا الأيام تلو الأيام ولا نصليها!!
وكنا نعلم أن من صام يوماً في سبيل الله تطوعاً، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً .. ولم نصم
* وكنا نعلم أن من عاد مريضاً تبعه سبعون ألف ملك يستغفرون له الله .. ولم نفعل ذلك؛ اﻻ نادرا
* وكنا نعلم أن من صلى على جنازة وتبعها حتى تدفن، فإن له قيراطين من الأجر (القيراط كجبل أحد) ولم نفعل ذلك، اﻻ نادرا
* وكنا نعلم أن من بنى لله مسجداً ، ولو كمفحص قطاة (عش الطائر)، بنى الله له بيتاً في الجنة .. ولم نساهم في بناء احد المساجد !
* كنا نعلم أن الساعي على الأرملة وأبنائها المساكين، كالمجاهد في سبيل الله، وكصائم النهار الذي لا يفطر، وكقائم الليل كله ولا ينام .. ولم نساهم في كفالة إحداهن وأبنائها!
* كنا نعلم أن من قرأ من القرآن حرفا واحدا، فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها .. ولم نهتم بقراءة القرآن يومياً !
* كنا نعلم أن الحج المبرور جزاؤه الجنة، وأجره أن يرجع الحاج كيوم ولدته أمه (أي بصفحة بيضاء نقية من الذنوب) ولم نحرص على أداء مناسك الحج ، مع توافر القدرة لدينا على الحج
* كنا نعلم أن شرف المؤمن قيامه الليل، وأن النبي صلى الله عليه وآله ، وصحابته (رضوان الله عليهم)، لم يفرطوا بصلاة القيام طول عمرهم ، ورغم انشغالهم بكسب العيش، وجهادهم في سبيل نشر دين الله .وفرطنا نحن في ذلك !
* كنا نعلم أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور .. ولم نستعد لها !
* كنا ندفن الموتى ونصلى عليهم .. ولم نستعد لمﻻقاة الموت .. وكأننا غير معنيين بذلك! ورغم معرفتنا بأن كل نفَس نتنفسه يقربنا إلى الأجل المحتوم، اﻻ اننا ما زلنا نلهو ونلعب، ونضيع أعمارنا سدى!!
والسؤال ألم يئن الأوان من هذه اللحظة لأن نغير نمط حياتنا !؟ وأن نستعد الاستعداد الأمثل ليوم الحساب .. (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه
* فلننشغل بما انشغل به الصحابة بالبحث عن ” النجاة ” ، حتى صارت محلَّ سؤال يوجهونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدلهم على طريقها، وجاء الجواب شافيًا منه صلى الله عليه وسلم؛ :
– فعن عقبة بن عامر قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ؛ ما النَّجاةُ؟ قال:
” أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ