تعددت وتنوعت تعريفات ” جبر الخواطر ” ولعل من أهم تعريفاته قول البعض جبر الخواطر هو إصلاح النفوس بالمعروف ماديا و معنويا ، وتطيب القلوب بالكلمة الطيبة و إدخال البهجة عليها و السرور ، و أعمارها بالحياة والمؤازرة المالية ، والروحية ، و النفسية
ولجبر الخواطر عشرطاعات .. تجتذب قلوب الناس وهى
قضاء حوائج الناس …إدخال السرور …قضاء ديون الغارمين …التصدق على الفقراء …كفالة اليتيم …
قبول الأعذار …الشكر على حسن الصنيع …المشورة وتقديم النصيحة
وحديثنا عن “جبر الخواطر ” ولكن من رؤية خاصة هى رؤية أ – د حسام موافي أستاذ طب العناية المركزة بالقصر العيني وطبيب الباطنة والعناية المركزة بالقصر العينى ورئيس قسم الحالات الحرجة وهو كذلك إعلامى شهير له العديد من الحلقات التلفزيونية واللقاءات الاذاعية ،
كان اللقاء معه حين سعدت بالجلوس بين يديه مستمعا بأحد اللقاءات التى ينظمها ملتقى السرد العربى برئاسة العالم والناقد أ – د حسام عقل ، والذى جذب القلوب قبل العقول بتلك اللقاءات والندوات والفاعليات التى يعقدها ملتقى السرد العربى برفقه الأديبة الكاتبة عزة عز الدين
وخلال اللقاء طوف بنا الدكتور موافى من خلال أمثلة وشواهد تدلل على أهمية وأثر
” جبر الخواطر ” وعلاقته بالإيمان حتى أنه عدة ” أعظم الأعمال ”
– ولعل من أروع ما ساقه من شواهد تدلل على عظمة وماكانة ” جبر الخواطر ” قصته مع أحد كبار علماء الدين ” يقول د موافى :
هاتفنى أحد كبار علماء الدين وأبدى رغبته فى زيارتى بعيادتى لتوقيع الكشف الطبى عليه ، وبدون تردد أعتذرت له لأن معنى وجوده بالعيادة سيصاحبه حالة من الهرج والمرج من جانب المرضى حين رؤيتهم له فقلت له : بل سأتى أنا لزيارتك والكشف عليك بمنزلك وبالفعل وبعد توقيع الكشف عليه وحينما حاول تقديم أتعاب الكشف عليه رفضت قطعا فهو عالم جليل له مكانته وفضله لكن قلت له بعدها
شيخنا – أريد أن استفيد من زيارتى هذه بإجابتكم عن سوال يحيرنى فقال لى – وما هو ؟
قلت له : – ما هى أجل الأعمال ؟ ، ولا تحدثنى عن أجل العبادات فإنا أعرفها عن ظهر قلب لكن سؤالى عن أجل الأعمال ! وتابعت فقلت : أريد عملا أتقرب به إلى الله !
– فرد على الشيخ : وهل تصدق ما سأقول ! ، قلت له أصدق بالأدلة والبراهين فعملى أستاذ لا يقنع إلا بدليل وبرهان
* فقال الشيخ : ” جبر الخواطر ” هو أعظم وأجل الأعمال ليست الصلاة ولا الصيام ولا باقى العبادات كلها ، جبر الخاطر عند الله هو أعظم الأعمال ! قلت له : وما دليلكم ؟
الدليل الأولى / قال الشيخ : – ما هى أبشع صور الموت ؟
فأجبته : صور من يموت غرقا ،ـ هى أبشع صور الموت نظر لما يعانى الغريق عند احتضاره
فقال الشيخ : انظر معى لقصة نبى الله نوح ، فقد جبر الله خاطره – فلم يشاهد صوره ابنه فى لحظات غرقه قبل أنت يموت تدبرقوله تعالى ( وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) فهذا جبر لخاطر نوح عليه السلام حين حجب الله تعالى عنه رؤية هذا المشهد الصعب لغرق ابنه جبرا لخاطره . تابع الشيخ حديثه
* الدليل الثالث / حدثة تحويل القبلة . السؤال – هل أراد الله تحويل القبلة ،
الجواب لنتدبر قوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) فالأرض كلها مسجدا لله لكن أمر الله بتحويل القبلة للمسجد الحرام جاء جبرا لخاطر الرسول الكريم يقول تعالى : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره )
انهى الشيخ حديثه قائلا : هل تريد أدلة أخرى على عظمة جبر الخواطر ، قلت له : يكفينى ماأوردت من أدلة شكر الله لك ما تفضلت به ومن يومها جعلت جبر خواطر الناس على رأس أعمالى وتعاملاتى .