صاغ شاعرالأمنيات التى لا تتحقق أبيات قصيدته ليضعنا أمام مشهد درامى مبهر حيث نجد أنفسنا جالسين فى رحاب محاكمة عقدت خصيصا للنظرفى الاتهامات الموجهة للقلب ممثل الإدعاء فيها العقل وما أصعب أن يلتقيا معا ليكون أحدهما متهما والآخر ممثل الإدعاء وليكن القاضى فيها هو أنت أيها القارىء الحبيب
– بداية موضوع الدعوى :
* أنت قلبي فلا تخف وأجب هل تحبها
وإلى الآن لم يزل نابضاً فيك حبها، لست قلبي أنا إذن إنما أنت قلبها
– ممثل الإدعاء يشير بأصابع الاتهام للقلب قائلا له :
كيف يا قلب ترتضي طعنة الغدر في خشوع، وتداري جحودها في رداءٍ من الدموع
لست قلبي وإنما خنجر أنت في الضلوع،
أو تدري بما جرى أو تدري دمي جرى
أخذت يقظتي ولم تعطني هدأة الكرى، جذبتني من الذرى ورمت بي، ورمت بي إلى الثرى
*وقفه
ما أروع محاولة الشاعر لادخال الطمأنينة وبثها فى القلب واستجداء إعترافه فقال له :
أنت قلبى فلا تخف وأجب هل تحبها
( فاستخدامه للضمير ” أنت ” مع ما فيه من اعتزاز وفخر به ثم الانتقال للنهى ” لا تخف ” مع ما فيه من حث ورجاء ليكون بعدها الأمر ” أجب ” مع ما فيه من وجوب وإلزام وليس نصحا فقط ليكون ختام كلامه باستخدام الاستفهام الذى يحمل الذى يحمل الرغبة بالاقرار ” هل تحبها ” )
وهنا لم يجد الشاعر أمامه إلا أن يوجه اللوم الشديد لقلبه بعدد من الاستفهامات التى تحمل التعجب والانكار فتسأل ليجعله يقر بخطيئته حيث قال :
” كيف كيف يا قلب ترتضي طعنة الغدر في خشوع ” ” وتداري جحودها في رداءٍ من الدموع “
ثم يكون عتابه ولومه فيخاطبه بقوله : ” أو تدري بما جرى أو تدري دمي جرى “
* ولجبر قلبه على الاعتراف قدم له ألوانا من المظالم التى خلفتها الحبيبة فيه فيقول :
” أخذت يقظتي ولم تعطني هدأة الكرى، جذبتني من الذرى ورمت بي، ورمت بي إلى الثرى “
ما أظلمها حينما جعلته حائرا فلا هو إلى عالم اليقظة ينتمى ولا إلى سكينة النوم وراحته ينتسب ولم تكتف بل أخته من قمة الأمانى والأحلام لتلقى به إلى وهدة الضياع والحيرة
* بعد كل ما سبق ألا تعترف أيها القلب بخطيئتك بعدما
دمعتي ذاب، ذاب جفنها بسمتي ما لها شفاه، صحوة الموت ما أرى أم أرى غفوة الحياة
أنا في الظل أصطلي لفحة النار والهجير، وضميري يشدني لهوى ما له ضمير
وإلى أين؟ لا تسل فأنا أجهل المصير
أيها القلب المستسلم المذنب ألا تعرف أنها :
دمرتني لأنني كنت يوماً أحبها وإلى الآن لم يزل نابضاً فيك حبها،
ختاما أيها القارىء الحبيب ترى
هل توافق على أن يكون قرارك هو :
( لست قلبي أنا إذا إنما أنت قلبها )
** تعقيب **
آترت فى تناولى أن أبتعد عن بيت من أبيات القصيدة أرى فيه تعبيرا عن حالة نفسية من الغضب الشديد ألجأت الشاعر للتجاوز غير المقبول