يدرك معظمنا أن لكل مجال رجاله ولكل ميدان فرسانه فإذاما جلنا فى ساحة العلم لوجدنا أنها كانت – وانا افصد الكلمة – ساحة رحبة يتبارى فيها الأكفاء ليعتلى الواحد منهم قمة المجد بكريم خصالة وجليل أعماله ليسطرصفحات مشرقة ليس بأذهان الطلاب وأسرهم وحدهم بل بذاكرة الزملاء وإن شئت قلت بمسيرة العلم ، لكن العجيب بل الغريب فى أمرساحة العلم وميدانه
أن المتابع يلحظ أن الشخصيات القيادية الرائدة والفاعلة قد غابت أو غيبت عن الميدان وتوارت عن مسرح الأحداث فاستبدلوا بمن هم أقل خبرة وحكمة وحنكة وحسن دراية وقيادة حتى وكل الأمر – مع الاسف – ” لأنصاف القيادات ” فأصبحوا من يقودون ويتربعون على كراسى القيادة فكانت المحصلة أن اختلت الموازين وعمت الفوضى بعض مؤسستنا التعليمية حتى ساد التخبط معظمها
والمؤسف فى الأمرأن المتابع المدقق يدرك بعين بصيرته أن زمن مبدأ ” اختيار الكفاءات ” قد ولى واستبدل بعصر من هم أقدرعلى ” التملق والبحث عن القرابة المزاجية ” فإذا ما سالت عن أسباب ذلك قيل لك : ” إنهم ليسوا من اختياراتنا إنما هم نتاج تدخلات بعينها ووساطات لاقبل لنا بمواجهتها ”
هنا نؤكد أنه لن ينصلح حال مؤسساتنا التعليم إلا إذا ” أحسنا اختيار القيادات ” ورجعنا لمبدأ الكفاءة والجدارة والاستحقاق عند الاختيار، لأن الاختيار أمانة قبل ان يكون مسئولية وكما قيل : ” لا خاب من استشار ”
وأغلبنا يدرك حجم وتبعة المسئولية الملقاة على عاتق مسئول ملف التعليم بمحافظتنا ونعلم جيدا حجم الضغوطات والأعباء بل المكائد التى يواجهها لكننا فى نفس الوقت على يقين من أنه يتابع ويراجع ويقرأ معظم ما ينشرويضع نصب عينيه آراء ونصائح الآخرين وذلك متى خلت من المصلحة وخلصت نوايا أصحابها وكان هدفها الأول مصلحة الوطن والصالح العام
لذا سنعيد النصيحة بأن بات ضروريا إعادة ترتيب البيت ومراجعة أسس بنائه التى يقوم عليها من خلال من يتولون زمام الأمور
فالمسئولية أمانة والكل محاسبون عنها ، فالوطن وأبنائنا الطلاب ومصلحتهم أمانة سنسأل عنها ونحن ندرك أن مسئول ملف التعليم بمحافظتنا يعى كل ذلك فلا نملك إلا أن نتمنى أن : ” يوفقك الله لحسن الاختيار وإعادة نظم ما انفرط من العقد الفريد .