كتب وليد صبري حكوم
العلماء هم ورثة الأنبياء هم كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم نتناول خلال هذا الشهر الكريم سيرة وتاريخ بعضهم باسوان وخارجها.
واليوم نبدا بتذكر سيرة أحد أهم العلماء باسوان ..وهو الشيخ الجليل. ..ماهر خالد.
يروي السيرة الأستاذ ..محمد صلاح المهنابي
نشأته
فضيلة العارف بالله الشيخ ماهر خالد من علماء الأزهر نشأ في مدينة أسوان من أسرة كريمة ذات صلة وثيقة بالأزهر الشريف فقد كان جده لأمة احد قضاة المحاكم الشرعية العالم الأزهري فضيلة الشيخ حسين احمد جمعة الذي كان من تلاميذه الأمام محمد عبده .
ولد العالم الجليل فضيلة الشيخ ماهر خالد ابوبكر في التاسع من أبريل عام 1920 بحلفا – المديرية الشمالية بالسودان وليس بأسوان كما يعتقد البعض (المبين في شهادة العالمية المرفقة ) بعد ثلاث شقيقات قبله ففرحوا به فرحا شديدا ثم اخان له شقيقان اصغران هو الحاج طاهر والحاج عبدالرحمن
كان والده تاجرا بين حلفا وأسوان اشتهر بالورع والتقوي حيث ينسب الي محمد بن ابوبكر الصديق رضي الله عنهما وهو من استشهد عندما جاء مع عمرو بن العاص في فتح مصر عام 641 م -21 هـ
تعليمه وحفظه للقرآن الكريم.
أتم فضيلة الشيخ ماهر حفظ كتاب الله تعالي علي يد الشيخ عبد المجيد نصير والشيخ عبد الله المغربي والشيخ السنقيدي .
تدرج الأمام الشيخ ماهر في مراحل التعليم ولقد حصل علي الأولية ثم الشهادة الابتدائية عام 1934 ولكن حبه للتعليم الديني جعله يلح في الالتحاق بالأزهر الشريف اشترط الأزهر آن تجري له اختبارات في الدين حتي يلتحق بالمرحلة التعليمية المعادلة للتعليم العام. كيف لا ؟ وقد تربي في بيت ازهري حيث كان جده لأمه عالما ازهريا قاضيا شرعيا بأسوان .
حصل على الشهادة العالمية مع الإجازة في القضاء الشرعي عام 1948م الموافق عام 1367هـ ومن زملائه الشيوخ : صالح الجعفري – عبد اللطيف حمزة وهو من اصبح مفتيا – ابراهيم الدسوقي من كان وزيرا للأوقاف – زكريا البري وزير الأوقاف الأسبق وغيرهم كثر.
حياته العمليه
بدا الشيخ ماهر حياته العملية بالقضاء الشرعي بالأقصر ثم انتقل إلى أسوان قاضيا شرعيا بالمحاكم الشرعية وفي المحكمة الشرعية بأسوان حدث ماغير حياة الشيخ الوظيفية.
عندما كان الشيخ ماهر قاضياً شرعياً بأسوان حدث أنه علم أن قاضياً مسيحياً كان يحكم في قضايا شرعية للمسلمين، فجاءه الشيخ خلال الجلسة ونادى بأعلى صوته “أحكامه باطله”، فنودي لرئيس المحكمة لتدارك الموقف فأتى واصطحب الشيخ ماهر إلي مكتبه، وحدث أن استقال الشيخ من القضاء الشرعي بعدها. ( ألغيت المحاكم الشرعية بعد ثورة يوليو 1952).
وفي أعقاب ذلك، قدم الشيخ ماهر أوراقه إلي الأوقاف فكان إماماً وخطيباً بمسجد الحاج حسن، ثم عُرض عليه بعد ذلك أن يتولى وظيفة مدير عام الأوقاف بالبحر الأحمر فرفض وعزف عنها لرعاية أمه المسنة، فعين بدرجة مدير عام بمسجد بدر( الطابية بأسوان ) .
مواقفه
يحكي الحاج “جابر عبد الغفور” ، أحد جيران الشيخ ومن أقاربه ومحبيه، عن بعض المواقف التي لا تنسي عن فضيلة العالم الشيخ ماهر: “أثناء إحدى احتفالات السد العالي كان الزعيم عبد الناصر يلقى خطاباً سياسياً وكان الشيخ ماهر يجلس في الصفوف الأولى بإستاد أسوان،.
وأثناء خطاب الزعيم حان وقت صلاة المغرب فقام الشيخ ماهر وفرش جبته ( عباءته) بين صفوف الجالسين وأقام صلاة المغرب والرئيس عبد الناصر ينظر إليه شذراً … وبعد فراغه من الصلاة قال للرئيس:” فرض الله لا يؤخر يا ريس”… فأومأ له الرئيس برأسه مقراً له .. وعاد الشيخ ماهر ليجلس في مكانه. (كانت خطابات عبد الناصر تطول لساعات، وخشي الشيخ أن تفوته صلاة المغرب ويحين وقت صلاة العشاء).
ومن مواقف الشيخ ماهر التي يرويها الحاج جابر، ما حدث عندما زاره الدكتور محمد سيد طنطاوي، وكان وقتها مفتى مصر، ومعه محافظ أسوان الأسبق قدري عثمان وبعد الزيارة وأثناء وداع الشيخ ماهر لهما امسك الشيخ ماهر بأُذن الدكتور سيد طنطاوي معاتباً له ” اتق الله يا طنطاوي برضه تحلل فوائد البنوك !!”.
.فطأطأ الدكتور طنطاوي رأسه ولم يعقب … حتى إذا ما انتهت الزيارة أردفت قائلا لمولانا الشيخ ماهر (الكلام للحاج جابر) : “لقد أحرجت الدكتور طنطاوي يا مولانا أمامنا !”
.. فرد الشيخ ماهر قائلا: ” هو زميل دراسة قديم لي عليه حق النصيحة، وله علي حق النصيحة “.
وللحديث بقيه عن السيرة العطرة للشيخ ماهر ..إن شاء الله.