بقلم على الصاوى
عندما وقف الملك فيصل ليخطب أمام الجماهير قائلاً ” إن القدس الشريف يناديكم ويستغيث بكم أيها الإخوة لتنقذوه من محنته ومما ابتلى به ، فماذا يخيفنا أن نخشى الموت ؟؟ وهل هناك موته أفضل وأكرم من أن يموت المرء مجاهدا في سبيل الله، وحين سئل عن ما الذى يحب أن يراه فى الشرق الأوسط فقال ..أول شيء “زوال إسرائيل” وكانت هذه الجمله هى سبب اغتياله ،فمن يصدق أن هذا الكلام خرج من رجل من ذات نسل قادة السعودية الحاليين الذين اجتمعوا ليباركوا بيع فلسطين مع دفع جزية ماليه للولايات المتحدة الأمريكية وهم أذلة صاغرون .
إن ما نراه فى المنطقة العربية الآن هو تدمير حقيقى لخلق فراغ عربى لتمرح فيه إسرائيل كما تشاء وتحقق حلم دولتها من النيل إلى الفرات، وهذا ما أورده نتنياهو فى كتابه مكان تحت الشمس حيث قال فيه ” إن حدود دولتنا ليست فلسطين فحسب بل تمتد إلى الأردن وبعض الدول العربيه حتى خيبر فى السعوديه ” فمتى نفهم هذه الحقيقه ؟؟
إن ما قالته الصحفيه الشهيرة ورئيس نادى الصحافة الأمريكى وعميدة مراسلى البيت الأبيض “هيلين توماس” المرآة التي فضحت الولايات المتحدة الأمريكية ، فقبل أن تموت قالت ” الدول العربية ستزول بالكامل” وهى التي رفضت أن ترافق جورج بوش الإبن، وأعلنت رفضها لعبارته الشهيرة: ”إنه يحارب في العراق من أجل الله والصليب” وقالت: ”بل إنها حرب الشيطان وليست حرب الله“. ومن هنا قيل عنها ” أنها أجرأ صحفية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية “.
فقبل رحيلها بعدة أيام، كتبت مقالة خطيرة كى تنشرها في كبريات الصحف الأمريكية ، لكن تم رفضها في حادثة لها للمرة الأولى، مما جعلها تصرخ في محاضرة بنادي الصحافة قائلة: ” اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الابيض “ وأضافت، أنا لن أغير ما رأيى ما حييت، وقالت ..الإسرائيليون يحتلون فلسطين، هذه ليست بلادهم. قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا فلسطين لأهلها.
وقالت إنني أرى بوادر حرب عالمية ثالثة، طبخت في مطبخ تل أبيب ووكالة الاستخبارات الأمريكية، والشواهد عديدة، أول خطوة ظهور تنظيمات إرهابية ، بدعم أمريكي لا تصدقوا أن واشنطن تحارب الإرهابيين ، لأنهم دمية في أيدي السي آي إيه.
وأضافت، إنني أرى أن بريطانيا سوف تستحضر روح البريطاني ” مارك سايكس ” وفرنسا سوف تستحضر روح الفرنسي ” فرانسوا بيكو ” وواشنطن تمهد بأفكارهما الأرض لتقسيم الدول العربية بين الثلاثة، وتأتي روسيا لتحصل على ما تبقى منه الثلاثة، صدقوني انهم يكذبون عليكم ويقولون: ”إنهم يحاربون الاٍرهاب نيابة عن العالم وهم صناع هذا الاٍرهاب والإعلام يسوق أكاذيبهم، لأن من يمتلكه هم يهود اسرائيل”.
وبالطبع قوبلت هذة الكلمات بعاصفة هجوم عاتية من اللوبي الصهيوني وطالب نتنياهو بمحاكمتها بتهمة معاداة السامية لكنها رحلت بعد أن قالت الصدق
ما يهمنا وسط الأحداث الاخيرة، بداية من انهيار العراق وسوريا، مرورا بحوادث في العريش وليبيا واليمن، أنّ التنظيمات الإرهابية لا يمكن لها أن تقوم بكل هذا العنف البشع بمفردها، وأن هناك أجهزة إستخبارات تدعمها، وتشيطنها لتشعل المنطقة وتدفعها لأتون جحيم لا ينطفئ، فتراهم على حافة الفناء.
والفناء هنا يعني تسليم المنطقة للقوى التي خططت، ودعمت، وأشعلت لإزالة القائم وزحزحة المستقر وإزالة المعترف به. وما يُؤكد هذا، كلام ” جيمس وولسي ” رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق الذي قال بوضوح: ” المنطقة العربية لن تعود كما كانت، وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة “. وأكد على كلامه ” مارك رجيف ” المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: ” المنطقة على صفيح ساخن، ونحن لن نسكت، وننسق مع أجهزة الاستخبارات في الدول الكبرى للقضاء على الاٍرهاب، وسوف نتدخل معهم لمحاربة الاٍرهاب حتى لو اندلعت الحروب، لنضمن حماية دولتنا“.
وفى ظل هذا الإنقسام العربى سوف تتحقق نبوءة ” هيلين توماس” تل أبيب وواشنطن خلقت أسطورة التنظيمات الإرهابية في المنطقة التي خرجت من معامل تل أبيب وواشنطن لتشعل المنطقة والعالم، وتحرك الأنظمة نحو هدف واحد، وإعادة الترسيم وتوزيع النفوذ والغنائم، وبعد كل هذا ما فعل العرب ؟؟ قطعوا علاقتهم مع قطر !!