من أين تأتي الثقة بالنفس؟ من أين يأتي الإصرار و هدم جدار الخوف ؟ من اليأس و الألم ؟؟. جدار الخوف و ظلمات اليأس…ليس سجن وليس الجلاد أو التعذيب، إنه بالدرجة الأولى خوف الإنسان ورعبه، حتى قبل أن يدخل السجن، وهذا بالضبط ما يريده الجلادون .ليس هناك إلا شيء واحد يمكن أن يجعل الحلم مستحيلاً : إنه الخوف من الإخفاق.التغلب على الخوف هو الخطوة الأولى في رحلة التغيير.
الخوف المضمر كمياة جوفية مقيمة تحت جدار و الخوف الصريح لحظة ترج مدينة فجأة. بداية الفشل الخوف من الفشل .دالك الشعور هو أمر لا بُد أن يشعر به الإنسان في حياته، فمن الممكن أن يتمثّل الفشل في رسوب الطالب في أحد الصفوف المدرسية، أو عدم التمكُّن من التسجيل في التخصص المرغوب في الجامعة، أو ربما عدم الحصول على الوظيفة التي تناسب مهارات ومؤهلات الشخص، الأمر الذي يجعل الشخص يعتقد أنه إذا فشل مرة فإنه سوف يفشل في كل مرة، إلا أن الفشل لا ينفي القُدرة على النجاح في المستقبل، فقد يكون الفشل هو خير مُقدّر للإنسان من عند الله عز وجلّ،[١] قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[٢]
من الممكن أن يطغى الشعور بالفشل على الإنسان في البداية، إلا أن الاعتراف بخيبة الأمل، وتقبّل الأخطاء هو من أحد الأمور التي تساعد الإنسان على التقدّم والمضي قدماً، والبعد عن الخوف الاعمى وتقبل قول الله تعالى ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
لا يوجد طريق بلا نهاية ، فمن اراد الوصول للنهايه لابد أن يطمح و يمشي حتى يصل مهما واجه في هذا الطريق من مشاكل ، فلا يمكن أن يــعــيق آي إنسان من وصول طريقه إلا شئ واحد هو المــوت و لاغير ذلك ، نتألم و نرى الحلم الذي بنيناه سنين و سنين يرحل ببطء أمام أعيننا و نحن نراه نحاول الامســاك به و لاكن لانستطيع ، فما ذهب لا يمكن أن يــعود .
هذه نظرة اليأئسون عندما يفشلـــون ، نظرة الخوف فهم لن ينجحوا ما داموا يرون انفسهم ليسوا قادرين على تحقيق النجــاح المشاعر الإيجابية لا من الفشل في ذاته،انما البعد عن مؤثرات الخوف و توقف الصراع الداخلي، وما يصاحبه من توتر نفسي ينجم عن مراوحة النفس بين النجاح والإخفاق، بين الأمل واليأس، ففي تلك الرحلة الممتدة بين وجهي الحياة نكون أمام صراع دائم وتوق أبدي، يشغل الذهن، ويستنزف الجهد،التراجع في مستويات التوتر النفسي، وهو ما يسمى بـ (راحة اليأس).
راحة قصيرة ، أقرب إلى هدنة، سرعان ما يقطع سكونها تحولان متناقضان في الاتجاه : أولهما يعكس توترا إيجابيا، ينبع من انبعاث الإرادة الإنسانية من جديد، في سعى متجدد إلى تحقيق هدف مغاير للهدف المُحبط، قد يكون موازيا له في مستوى طموحه، أو أقل قليلا بفعل خبرة الفشل الأولى وما تثيره من شكوك حيال العلاقة بين ممكنات الإنسان، وتحديات العالم المحيط اتجاه إنسان ليس فقط غير قادر على الفعل كما كان الأمر عندما واجه خبرة الفشل مرة أو مرات سابقة، ولكنه أيضا أصبح غير راغب في الفعل، فهو إنسان تمت هزيمته وإزاحته من موقع الموجود الفاعل، إلى موقع المفعول به