بسم اللهِ الَّرحمٰنِ الرَّحِيمِ ..
إلى فاجعة فقدي الأولى سارة .
السّلام عليك يا ذات الملامح النّاعسة والقُبلة اللذيذة بعنفوان طفوليّ يُشتت تركيزي ويأخذ بي إلى أماكن سماويّة أحببت زيارتها برفقة طيفك الملائكيّ عندما يسحبني إلى عالمه الثاني المضيء كخيوط وهج بنفسجي هارب من ثقب مجرّة الحياة ..
ذاك الثقب الذي دخلتِ منه والذي وقعت أقدامكِ على ترابه الذي بات خبزاً ليتيم مثلي ليس له أمّ سواكِ، أيّتها الراحلة إلى البرزخ تركتني أثمل فقدك حدّ الإغماء وصراعات الذّات والتقلبات النفسية والحرب الباردة بين الشياطين التي مللت وجودي معها في ذات الجسد، للحدّ الذي يشعرني بأنّني لا أملكُ روحاً، لا أملكِ سواك، وعيناكِ العسليتين مع انغماس النعناع، أناملك الوردية التي تفتح نوافذ قلبي لدخول فراشات الحب ونوت الأمل المنبثق من جزيئات ضحكتك المُضيئة بنور شمس ممزوج بحزن غيم، وأيّ حب هذا بدونكِ !
أتدركين حبّك الذي أوصلني لهذه الدرجة من الجنون، أحنّ اليك بهمجية عاشق، وأجنّ إلى ملامحك بقذارة وحش يحسب نفسه إنساناً ولو كان جبلاً لتداعى واندثر أمام صوتك، أيا روحاً تهيم في زوايا بُطيني، وتبكي مستندة إلى دقات قلبي وتدثرها أوردتي بلحاف الوجد .
أتجرّع العذاب الدامي بشراهة دون شوق يحميني .
أتعلمين أنني أهيم في الشوراع، و تجذبني كلّ فتاة تملك ذات العيون ، أفعل كلّ هذا للوصول إليك لإخبارك ماذا حلّ بي من بعدك !
حتى بوابة الأحلام أُقفِلَت في وجهي بقوة لأسمع ارتطام رأسي بأرض الواقع وأشهق كخارج توّاً من الماء .
أشتاقكِ حدّ الإنهيار، للحدّ الذي يجعلني أذهب ليلاً إلى ضريحك وأبكي بين يديك ألمي وتعبي وأبكيكِ !
أشكو بثي وتعبي وأعلم بأنك لن تصمدي أمام براكيني الثائرة وسيذوب قلبك المتجمد وتحتضني طفلك التائه الذي أضحى رمادي القلب ولم يعد التناقض يعنيه، بعد رحيلك أحرق الذكريات ليحصل على الرّماد، ودمج الابيض والاسود علّه يحصل على بقايا فتات يشبه قلبه اللاعتيادي، بالله عليكِ لا تقطعي عن اليتيم خبزه فهو لا أهل له إلّا أنتِ ولا تقطعي عنّي عبير خصلاتك الذهبية المهملة بعناية.
بحقّ السّماء هلّا عدتِ إليّ دون صوت، أريد أن أعتنق خصلة من شعركِ وبعدها أُنهي حياتي التي لم تبدأ إلّا عندما سمعت ألحان حبالك الموسيقية وكانت ولادة روحي في تلك الثواني .
مكاني هنا خطيئة لا سبيل لإبعاد دنسها عنك، سأعود وأقرأ لك حروفي المبعثرة وأنا موقنٌ بأنّ صوتي لن يصل إليك، والآن يا طفلتي وزائرتي في المنام ارقدي بسلام إلى الأبد .