كتب جابر أبوطبه
قنا الاثنين22/5/2017
لا شك أن شهر رمضان شهر عظيم مبارك جعله الله موسمًا للخيرات وزادًا للتقوى والبركات فالعبد المؤمن يحرص على التأسي برسول الله ﷺ في شأنه كله، وخاصة في العبادات؛ إذ إن متابعة هدي النبي ﷺ أحد شرطي قبول عمل العبد، فهذا تذكير من هدي النبي ﷺ في رمضان
كان من هديه ﷺ تعجيل الفطر، فقد ثبت عنه من قوله وفعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس قبل أن يصلي المغرب فعن سهل بن سعد – رضي الله عنه -: أن رسول الله ﷺ قال: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر” [رواه البخاري (1856)؛ ومسلم (1098)].
وكان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء، فقد جاء عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ” كان رسول الله ﷺ يفطر على رطبات قبل أن يصلي؛ فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات؛ فإن لم تكن حسا حسوات من ماء” [رواه أبو داود (2356)؛ والترمذي (696)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (9126)].
وأما السحور فكان يحث عليه، ويخبر بأنه بركة، ويحث على تأخيره فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال النبي ﷺ: “تسحروا فإن في السحور بركة” [رواه البخاري (1823)؛ ومسلم (1095)].
وكان يؤخره حتى ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر إلا وقتاً يسيراً قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية كما ثبت ذلك في الصحيح عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – “أن النبي ﷺ وزيد بن ثابت تسحرا، فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله ﷺ إلى الصلاة فصلى، قلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية” [رواه البخاري (551)].
وكان يصوم ﷺ في سفره تارة، ويفطر أخرى، وربما خيَّر أصحابه بين الأمرين؛ فعن ابن عباس – رضي الله عنهما -: أن رسول الله ﷺ خرج إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ الكديد أفطر، فأفطر الناس” قال أبو عبد الله – أي البخاري -: “والكديد ماء بين عسفان وقديد” [رواه البخاري (1842)].
وكان من هديه ﷺ لا يتحرج من أن يقبِّل أزواجه وهو صائم، ويباشرهن مباشرة من غير جماع لحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: “كان رسول الله ﷺ يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه أملككم لإربه”[رواه مسلم (1106)].
وربما جامع أهله بالليل فأدركه الفجر وهو جنب، فيغتسل ويصوم ذلك اليوم لحديث عائشة – رضي الله عنها -: “كان النبي ﷺ يدركه الفجر في رمضان من غير حلم فيغتسل ويصوم” [رواه البخاري (1829)؛ ومسلم (1109)].
ولم يكن يعتبر رمضان شهر كسل وفتور بل ربما جاهد – صلى الله عليه وسلم- في رمضان، بل إن المعارك الكبرى قد قادها ﷺ في رمضان ومنها بدر وفتح مكة فعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس – رضي الله عنهما – أخبره: أن رسول الله ﷺ غزا غزوة الفتح في رمضان”[ رواه البخاري (4026)].
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه أخبره أن رسول الله ﷺ خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد، ثم أفطر، وكان صحابة رسول الله ﷺ يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره”.[ رواه مسلم (1113)].
فهذا هو هديه ﷺ وتلك هي طريقته وسنته وما أحوجنا إلى الاقتداء والتأسي به ﷺ في ذلك كله فلنسدد ولنقارب ولنعلم أن النجاة في اتباعه والسير على منهجه نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يرزقنا اتباعه ظاهراً وباطناً.
والحمد لله رب العالمين.
محبكم في الله
ابوالسعودالحويني