د.علي الضيف
من قلب الصعيد إلى الخليج
دائما وأبدا يثبت رجال الصعيد أنهم أصل القيم والأخلاق والرجولة، وكل جميل من صفات نفخر بها ونعتز، فلطالما كان الصعيد عرينا للأسود التي تنطلق تدافع عن أرضها منذ عهد مينا وأحمس حتى يومنا هذا .
ولا يمكن أن تتحدث عن الصعيد دون أن
نذكر القيم الجميلة التي قلما وجدناها في أي مكان في الدنيا، لنجدها تتربع على العرش هناك في صعيد مصر، بل أصبحت عنوانا لهم، فما ذكر الصعيد إلا وصاحب الذكر تلك القيم من شهامة ورجولة ونجدة الملهوف وحفظ العهد والحفاظ على العرض والشرف، فضلا عن عزة النفس والكرامة والعزيمة التي لا تلين وتخضع .
لم تكتف تلك القيم أن تربعت فيهم وفي البلاد، بل انتقلت معهم تلك القيم الجميلة التي رافقتهم منذ الولادة ورضعوها من أمهاتهم حيث كانوا، فوجدناهم يضعون بصماتهم المباركة في كل مكان يحتويها .
ما جعلني أكتب هذا الكلام هو ما رأيت وفاجأني من اجتماع أهل أسيوط في كيان اجتماعي تحت مسمى رابطة أبناء أسيوط للتكافل الاجتماعي بالكويت حيث اجتمعوا على التآلف، اقول مفاجأة لي وليس بمستغرب عليهم، فما سمعت بها إلا هذه الأيام بسبب ظروف عملي ومشاغلي ..
فقد علمت مؤخرا بتلك المبادرة الرائعة التي تأسست منذ عام ٢٠٠٦ تلك التي تكشف عن المعدن الأصيل للمصري وكم المحبة التي يحملها الصعيدي لأهل بلده والتراحم والاتفاق على كل جميل من أعمال البر والخير لمساعدة المحتاجين والوقوف إلى جانب المتعثر وإجراء جراحات للحالات المستعصية ورحلات عمرة لغير القادرين والوقوف إلى جانب الحالات الإنسانية المختلفة .. كما أنهم لم ينسوا الجانب الترفيهي فقد عقدوا المسابقات الرياضية والثقافية تشجيعا للمصريين في المجال الرياضي وغيرها من أعمال هي مصدر فخر لكل مصري خارج وطنه.
وأرجو من القلب أن يحذو كل المصريين خارج وطنهم حذو رجال أسيوط ..
وتذكرت حين أثلجت صدري هذه المبادرة الرائعة والكيان الاجتماعى الجميل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
” الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة”
ووجدتني أنشد تلك الأبيات :