بقلم / هشام صلاح
إنها ” صاحبة الصوت الكلثومى ” والتى لايعرفها الكثيرون حتى مواطنيها السوريين لايعرفون عنها بها إلا القليل ، ولست أدرى بأى الألقاب اكتب عنها فهى فـألقابها متعددة فحين شاركت بمهرجان الاوبرا ” ماريا كالاس ” بباريس حصلت على لقب ” أعلى صوت نسائي فى العالم ” كما لقبت فى المهرجان بـ (سيدة الأناقة والرقي)، (احسن قرار سوبرانو)
* إنها المطربة والفنانة السورية الراحلة ” ربى الجمال ” والتى تمر الذكرى16 لوفاتها
ولدت ” ربى الجمال ” واسمها الأصلي “زوفيناز خجادور قره بتيان” بمدينة حلب بسوريا عام 1966 والدها من أصل ارمنى وأم لبنانىة
بدأت مشوارها الفني عام 1975 بعد اعتمادها كمطربة فى اذاعتي بيروت ودمشق سنة 1979 غير أنها وجدت معارضة شديدة من العائلة ووالدها على وجه الخصوص مع بداية مشوارها فقد كانت رغبة الأب أن تصبح ابنته طبيبة لهذا فبعثها والدها إلى فرنسا و لندن لدراسة الطب فكانت تدرس الطب نهارا وتذهب للتدريب بالأوبرا ليلا وهناك أعجب بموهبتها وصوتها مدير الأوبرا (سوبرانو)، وطلب منها المشاركة بمهرجان (ماريا كالاس) لتتنافس مع 30 متشاركة من عدة دول أوروبية وأجنبية، فتغلبت عليهم جميعا وحصلت على المرتبة الاولى ولقب “ أعلى صوت نسائي فى العالم ” ولقب (سيدة الأناقة والرقي) و (احسن قرار سوبرانو)
* والغريب أن أسلوب في تغيبها والتعتيم عليها مثير للجدل لكنه صادر من قبل جهة ما، أرادت لها عدم الظهوروألا تصدح بقوة وألا تاخذ فرصتها بل وصل الأمر لحد محاربته، مبررين بذلك ضعف موهبته، أو عدم تميّزه، برغم أنها تحفة فنية سورية نادرة يذكر أن حزب البعث كان واحدا ممن حاربوها من خلال مؤسساته المتعددة محترفة التهميش المباشر
* عاشت ” ربى الجمال ” تغني أغاني أم كلثوم وأسمهان غير أن عمرها القصير لم يتح لها إنتاج الكثير من الأغاني الخاصة بها سوى مجموعة صغيرة من الأغاني فى مقابل مجموعة خالدة من الأغاني التي أدتها لأم كلثوم،
وصل الأمرببعض مستمعيها إلى القول بإن أداءها تفوق على أداء أم كلثوم ذاتها ، ومما غنته لسيدة الغناء العربى “افرح يا قلبي”، ” الطلال ” ” أسال روحك “
* كانت حياة ” ربى الجمال ” القصيرة سلسلة من الصدمات بعد رفضها لاملاءات حزب البعث كذلك صدمات أخرى بعقلية شركات الإنتاج، ومديري الصالات والحفلات والمهرجانات وصدمات بموسيقيين، فأصبحت حياتها صدامات متتالية،
أصيبت بعد آخر حفل قدمته في فندق “إيبلا الشام” سنة 2005، بجلطة، نقلت على إثرها للعلاج بمستشفى عام لأنها لم تمتلك تكاليف العلاج ثم فارقت الحياة إثر ذلك عن 39 سنة.
* أما المحزن فى الأمر الفيديو المصور لجنازتها حيث عبّر عن مدى الظلم الذي طال هذه الفنانة، حيث لم يشبعها سوى مجموعة صغيرة لا تجاوز 20 شخصًا من أصدقائها وأهلها، في ظل غياب أي تمثيل لمؤسسة رسميةوتغيب مقصود لوسائل الإعلام هكذا أراد النظام فى ذلك الوقت دفنها بهدوء، فحكم على صوتها بالكتمان وعلى وفاتها بالتجاهل
وهكذا صارت ربى الجمال نموذجا خالصا وواضح لقدرة المنظومة الفنية والثقافية السورية على الإلغاء الكامل حتى لمن يملكون كامل القدرات لكن الحقيقة باتت ظاهرة واضحة على عظمة موهبة ربى الجمال وتعمد قتل موهبتها بل التسبب فى قتلها كمدا
* يمكن للقارىء العزيز متابعة بعض عروضها الغنائية من خلال التعليقات