تحقيق محمد جمال عبد القادر
يفرض القانون الانسانى والمتعلق بتنظيم مزاولة مهنة الصيدلة في مدينة راس غارب إحدى المدن التابعة لمحافظة البحر الأحمر ، ضرورة تنظيم مناوبة ليلية ومناوبة في ايام الاحاد والعطل الرسمية للصيدليات التي تعمل ضمن نطاق جغرافي معين، و ويكون القانون النص التالي بحرفيته :” تضع النقابة كل أسبوع جدولاً باسماء الصيادلة المناوبين ويبلغ عن هؤلاء وينشر في وسائل الاعلام بواسطة مديرية إدارة الصحة بالمدينة . اما في الأماكن الأخرى فيجب على الصيدلي أن يتخذ الوسائل التي تكفل مراجعته عند الاقتضاء في المواعيد المذكورة. ”
هذا في القانون، اما في الواقع فمدينة راس غارب التي يبلغ عدد سكانها مع محيطها القريب حوالي سبعين الف نسمة على اقل تقدير، فلا دواء فيها لاحد بعد الثانية عشرة ليلاً !!
صيدليات مدينة راس غارب لا تنظم جدولاً للمناوبة الليلية، وان نظمته فلا تطبقه، ولا توجد صيدلية واحدة في رأس غارب تفتح ابوابها بعد الثانية عشرة ليلاً ..
للصيادلة اسبابهم كما شرح لنا احدهم ، فالوضع الامني غير مضبوط تماماً، وشلل الزعران، ولاسيما الذين يطلبون حبوب الاعصاب ( الهلوسة كما يسمونها) فالتة على رأسها، فمن يضمن للصيدلي سلامته اذا فتح صيدليته حتى الصباح كما يقتضي نظام المناوبة، ومن يحميه مع صيدليته من اي عملية سطو او سرقة او اعتداء من اي نوع كان ؟؟
وقال صيدلاني آخر انه مستعد مع اكثر من زميل له للعمل بنظام المناوبة شرط تأمين حماية امنية لهم على مدار الساعة … وجهة نظر لا تخلو من احقية كبيرة …
ولكن في المقابل هناك مصير مئة الف مواطن، ولاسيما المرضى منهم، وهؤلاء لهم الحق في الحصول على الدواء في اي وقت على مدار الساعة، والحصول على الدواء احياناً لا يحتمل التأخير، واي تأخير قد يكون مميتاً …
صيدليتان فقط في رأس غارب تفتحان ابوابهما حتى منتصف الليل واحياناً بعده بقليل، صيدلية الدكتور محمد سيد على فى شارع الإذاعة لصاحبها الدكتور محمد سيد الجرفى، وصيدلية أخرى باسم الدكتورة وفاء، وبعد ذلك الوقت لا دواء في رأس غارب لاحد …
هي مشكلة قد تبدو غائبة عن اذهان الكثيرين ربما لاننا لم نقع في المحظور بعد، ونأمل ان لا نقع به، ولكن الاحتياط واجب، والواجب يحتم ايجاد حل سريع لهذه القضية الحيوية بما يضمن سلامة ابناء المدينة وامنهم الصحي …
هو “مجرد رأي” آخر، وغير ملزم طبعاً، نضعه برسم المسؤولين عن هذه المدينة، ليضعوه كعادتهم في الثلاجة، وربما في سلة المهملات، على امل ان يأتي يوم نرى فيه بعضاً من تطلعاتنا وتطلعات ابناء المدينة وقد وضعت في اولويات المسؤولين الذين بات يلزمهم ان يقتربوا اكثر من اهلهم وناسهم ويكونوا على قدر الامانة وقدر الثقة .