بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار **
تقع هذه المجموعة بشارع المعز لدين الله وتطل بواجهتها الرئيسية الجنوبية الشرقية عليه وتطل من الجهة الجنوبية الغربية والشمالية الغربية علي حارة برجوان وقد إستغرق بناء هذا الأثر سنتين وذلك في خلال الفترة من عام 1253م وحتي عام 1255 هجرية الموافقة للفترة من عام 1237م وحتي عام 1839م وقد قام ببنائها الأمير سليمان أغا السلحدار بك إبن المرحوم فيضي الله أسكي كويلي والذى يعود أصله إلي قرية تسمي جار من قري قولة ببلاد اليونان وتربي في بيت أسرة محمد علي بقولة وجاء إلي مصر كجندي ضمن العسكر الذين جاءوا مع محمد على في زمن الحملة الفرنسية على مصر مابين عام 123 هجرية وعام 1216 هجرية الموافقين لعام 1798م وعام 1801م من قبل الدولة العثمانية لمحاربة الفرنسيين و إجلائهم عنها وقد لعب دورا هاما في الحياة السياسية بمصر فى عهد محمد على باشا بعد ذلك بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر وتولي محمد علي حكم مصر فقد كان واحدا من أربعة أشخاص دبروا وخططوا لمذبحة القلعة ضد المماليك مع محمد على وقد توفى في يوم 15 من شهر ذى القعدة عام 1261 هجرية الموافق يوم 15 نوفمبر عام 1845م كما هو مكتوب على شاهد قبره بمقصورة الدفن التي أعدها لنفسه ولأسرته بقرافة المجاورين بالقاهرة ويتكون الأثر الذى شيده سليمان أغا السلحدار من مجموعة تشمل مسجد لإقامة الشعائر الدينية وسبيل لسقى المارة وكتاب لتعليم أيتام المسلمين والمسجد الذى تشمله هذه المجموعة من المساجد المعلقة حيث يوجد تحته مدرسة وحوانيت تجارية يصرف ريعها على إقامة الشعائر به وصيانته وسداد رواتب العاملين به وللأثر ثلاث واجهات الرئيسية توجد بالجهة الجنوبية الشرقية وتطل علي شارع المعز لدين الله و طولها 53.4 متر وإرتفاعها 8.5 متر وهذه الواجهة تضم واجهة المجموعة كلها أى المسجد والكتاب والسبيل و باب الدخول الرئيسي منها مستطيل عرضه 1.6 متر وإرتفاعه 2.4 متر و يحيط بفتحة الباب إطاران متداخلان كل منهما على شكل نصف دائرة و يعلو الباب لوحة تأسيسية من الرخام الأبيض مثبتة داخل إطار من الخشب تحتوى على كتابات مذهبة باللغة التركية ويعلو الباب شباك مستطيل عليه مصبعات حديدية ويوجد على يسار المدخل حانوت كان في الأصل ثلاثة حوانيت ويعلو ذلك أربعة شبابيك للمصلى أما الواجهة الجنوبية الغربية وتطل على حارة برجوان فطولها 15.5 متروإرتفاعها 8.5 متر كما أن الواجهة الشـمالية الغربية تطل على نفـس الحارة و تمتد بطول 40.7 متر وإرتفاعها 8.5 متر أيضا وهذا الأثر يتم الوصول إليه من مدخله الرئيسي حيث يتم الصعود من خلال درج سلم إلى دهليز طوله 15،55 متر وعرضه 2.20 متر وهذا الدهليز جزء منه مكشوف بدون سقف بطول 2.5 متر أما المساحة الباقية فيسقفها سقف خشبي مسطح ويفضى هذا الدهليز إلى حرم المسجد وهو مربع تقريباً فيبلغ مساحته 14.55 متر في 14.3 متر وهو مبنى بالحجر الفص المنحوت ويفتح على حرم المسجد ثلاثة أبواب محورية أحدها باب الدهليز السابق الذكر والباب الثاني يوجد بالحائط الجنوبي الغربي ويؤدى إلي منزل الشيخ المسؤول عن المسجد والميضاة أما الباب الثالث فبالحائط الجنوبي الشرقي ويؤدى إلى المصلى و يتكون حرم المسجد من صحن أوسط مربع تقريبا 8.9 متر في 8.8 متر تحيط به أربعة أروقة يبلغ عمق كل منها 2.75 متر وتطل على الصحن من خلال أربع بوائك ترتكز كل منها على ثلاثة عقود نصف دائرية ترتكز بدورها على أعمدة رخامية ويغطى هذه الأروقة قباب ضحلة والصحن مغطى بسقف من الخشب في وسطه شخشيخة لتهوية الصحن وإضاءته إضاءة طبيعية أما المصلى فيتم الوصول إليه من باب بالجدار الجنوبي الشرقي للحرم وهو عبارة عن مساحة مربعة تقريبا 14 متر في 14.2 متر وهو مقسم إلى ثلاثة أروقة كل منها به بائكتين وكل بائكة مقامة على ثلاثة عقود نصف دائرية ويوجد بالجدار الجنوبي الشرقي للمصلى محراب من الرخام وهو محراب مجوف نحت بالكامل مع طاقيته في كتلة واحدة من الرخام وهو فريد في نوعه وعلى جانبيه توجد أفاريز مذهَبة من الرخام أيضا وعلى يمينه يوجد منبر خشبي يتكون من صدر يصعد إليه من خلال درج واحد وباب الصدر يتوجه عقد علي شكل رقبة الجمل يرتكز على عمودين ويغلق عليه ضلفة باب واحدة و يتوج قمة الصدر قبة و يصعد إلى جلسة الخطيب من خلال تسع درجات سلم ويتوج هذه الجلسة جوسق إتخذ شكلاً مخروطياً يشبه نهاية المآذن العثمانية كما يوجد بالجدار الشمالي الغربي للمصلي دكة خشبية تمتد بطول هذا الجدار وتطل علي المصلي بدرابزين من الخشب الخرط يصعد إليها من سلم تم تخليقه في سمك الجدار في الركن الشمالي الشرقي للصحن ويكسو أرضية المصلي ترابيع من البلاط وهي تكسيه حديثة كما يغطي أروقة المصلي أسقف خشبية ويتوسطها شكل بيضاوي بداخله ثمانية أشرطة ويزخر المسجد بالزخارف الخشبية التي إختلطت فيها العناصر الشرقية الموروثة المعروفة بإسم الأرابيسك والعناصر الغربية والتي إنتقلت من أوروبا إلى إسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين وإنتقلت بدورها من إسطنبول إلى بقية البلدان الإسلامية التي كانت تحت الحكم العثماني ومنها مصر .
وأما السبيل والكتاب فيقعان بالجزء الجنوبي من المجموعة المعمارية ملاصقين للمسجد والسبيل يتكون من حجرة مستطيلة الشكل فتح بجدارها الجنوبي الشرقي أربعة شبابيك للتسبيل وهذه الشبابيك في دخلات معقودة بعقود نصف دائرية ويغشي الشبابيك من الداخل سلك معدني وشبابيك زجاجية ويوجد بجلسة كل شباك حوض رخامي بيضاوي الشكل أما الجدار الشمالي الغربي ففيه باب الدخول للسبيل وأما الجدار الجنوبي الغربي فبه شباكان يطلان علي حارة برجوان ويغطي السبيل سقف خشبي مسطح عليه زخارف من طراز الركوكو عبارة عن وحدات هندسية متتالية أما الكتاب فعبارة عن حجرة مستطيلة مساحتها 9.1 متر في 8.35 متر فتح في جدارها الجنوبي الشرقي أربعة شبابيك مستطيلة مطلة علي شارع المعز لدين الله أما الجدار الشمالي الغربي فبه شباكان مطلان علي الدهليز المؤدي للسبيل وأما الجدار الجنوبي الغربي فيتوسطه دولاب حائطي مستطيل يغلق عليه درفتا باب خشب والجدار الشمالي الشرقي به باب الكتاب وعلي يساره دولاب من الخشب مشابه للدولاب السابق ويسقف الكتاب سقف من الخشب المسطح مزخرف بزخارف الركوكو أيضا وتوجد مئذنة المسجد علي يسار مدخل السبيل والكتاب بالواجهة الرئيسية وهي مبنية بالحجر الفص المنحوت ويبلغ إرتفاعها حتي قمتها 22 متر وتتكون من قاعدة مربعة بالضلع الشمالي الغربي منها باب الدخول للمئذنة وهو معقود بعقد نصف دائري ويعلو كل ركن من أركان قاعدة المئذنة مثلث هرمي لتحويل المربع إلي دائرة يعلوها بدن أسطواني فتح بالجزء السفلي منه ست نوافذ علي هيئة مزاغل مستطيلة معقودة بعقد نصف دائري ويوجد دورة أو شرفة للمؤذن تلتف حول بدن المئذنة ثم الجوسق أو رأس المئذنة وهو مخروطي الشكل مقام علي حطة واحدة من المقرنصات والجوسق من الخشب المغطي بألواح من الرصاص يعلوه قائم من النحاس عليه هلال يتوسطه نجمة وقد قامت لجنة حفظ الآثار العربيّة خلال فترة حكم الملك فاروق الأول بإجراء أعمال إصلاح وتجديد بالمسجد تناولت عقود الصّحن وقبابه وإيوان القبلة والميضاة كما قام المجلس الأعلى للآثار بتجديد المسجد باكمله مرة اخرى مابين عام 2000م وعام 2002م .