كتبت/ إيمان يسري
زي النهاردة من 7 سنين كان الجو دافي جدا رغم أننا في عز شهر طوبة؛ اللي معروفة بأنها بتخلي “الصبية كركوبة”
كما قال القدماء زمان.
كانت الشوارع دافية ومافيش حد حس ببرودة الجو أبدا وبقينا مستغربين. عارفين ليه؟ وأشمعنى زي النهاردة من 7 سنين؟
عشان زي النهاردة من 7 سنين كان يوم 25 يناير 2011؛ يوم الثورة الشبابية المصرية اللي راح فيها كتير من الشباب اللي لسه ما بدأش حياته وكان بيحلم يبدأها ويكملها صح.
زي النهاردة من 7 سنين الناس كلها كانت في الشوارع كبار وصغيرين وفقراء وأغنياء وشباب وبنات ومسلمين ومسيحين؛ رغم كل الاختلافات دي إلا كانوا كلهم أيد وحدة بمعنى الكلمة؛ كانوا ماشيين جمب بعض وفي ضهر بعض والقوي بيحمي الضعيف من غير ما يعرف هو مين أو اسمه أيه. كان علب البسكويت وأزايز الماية بتتوزع على الناس في الشوارع من البلكونات ولا حد يعرف هي بتيجي منين أو بتتوزع على مين.
حاجة واحد بس هي اللي كانت بتجمع بين كل الناس دي بمختلف تربيتهم وثقافتهم وتعليمهم ومستواهم الاجتماعي؛ عارفين هي أيه؟
هي مصر.. أيوه مصر .. وعلم مصر كان مرفوع مرفرف في كل أيد وعلى كل بلكونه وكل عمارة.
الشوارع وقتها كانت دفيانه بدفا قلوب الناس اللي مليانه فيها.
على قد ما كانت أيام صعبه وأحداثها مؤلمة جدا للي عاشها, إلا إني حقيقي مفتقداها؛ مفتقده الدفا اللي عشناه وقتها؛ مفتقده أحساس الغريب اللي كان خايف عليك أكتر من نفسه وهو ما يعرفكش! مفتقده الولد اللي كان خايف على البنت وبيحميها من غير ما يعاكسها يبصلها بصة مش محترمة.
أما دلوقتي في نفس اليوم بس بعد 7 سنين؛ الجو بارد ؛ بارد جدا ؛ بارد لدرجة السقيع في بعض الأنحاء!