مطر هنا , وكلماتي المُتعثرةْ
كما سلاسل مُجنزَرةْ
وردتي الحمراءَ تئنُّ تحتَ المطرْ
تأتيني قبلَ أنْ يأتي القمرْ
وتلكَ الصخرة الأزليّة
تنطقُ بألفِ حرفٍ
منْ أحرفِ أبجديةٍ صغيرةْ
لمْ تَعدْ تدري بأنَّها استثناءٌ
منْ حياةِ أحرُفِ الأبجدياتِ الكبيرةْ
مازالتْ تلكَ الحصى تهواني ، وأهواها
تجري على جسدي الجريحْ
ثُمَّ تبكي في صمتٍ …
لعلَّها تسترجِعُ ذكرياتها …
فمنْ هُنا عبرَ الجميع
وهُنا استظلَّ بفيئها
طفلٌ رضيعْ …
أيّتُها الصخرة النيئةْ
مازالت النارُ تتربصُ بكْ , وبي
فلا تقتربي مِنها أكثرْ
فإنَّ التنور على قيدِ الحياةْ
وأمي تُنضِجُ خُبزها
قبلَ أنْ يلِجَ الصباحُ إلى قلبي ؛ وثغري
وهُناكَ على رابيةٍ , ضريرةْ
تقطنُ بقايا أبي
لنْ ألتقيهِ في هذا المكانْ
ف فوقَ الأرضِ , ليسَ كما تحتها
رُبّما هُناكَ خلفَ السحابِ
المُتْرَف بالسكونْ
سيكونُ لقاءُنا مُختلفاً عما هُنا
يدانا باردةْ ؛ وشِفاهُنا
سألتُ شتى العابرينَ عن دارنا
التي كانتْ جاثيةً , هُناكْ
حيثُ أشارَ فلاحٌ غريبْ
( المِقبرة ؛ تأوي النائمين )
لمْ يتكلم أيّ واحد منهم
تساءلَ الراعي عنْ طريقٍ تائهٍ
ضاعَ في بحرِ ليلٍ , نائمُ الخُطا
نائمةٌ أيضاً خلفَ ستارةِ اللاهوت
كمْ أنتِ رائعة , أيّتُها الصخرة الصماءْ
وتلك الحصى التي مازالتْ
تُجابِهُ آهات العذارى
منْ جسدها القاسي , تصنعُ
بعضَ سعادةٍ , في دُنيا
لا تحتفي بأيِّ سعادةْ
تساءلتُ ذاتَ يومٍ
أينَ ذهبَ الجميع
أُمي ؛ أبي ؛ إخوتي وجيراني ؛ رفاقي …
وكلَّ مَنْ مَرَّ منْ هذا الطريقْ
لا الحجارة أجابتْ , ولا حتى السماءْ …
فقلتُ : ( هُنا الحقيقةْ )
وكتبتُ رسالةَ اعتذار …