د/ مايسه عبدالحى شعيب
فى الثامن من إبريل عام 1970 أغارت الطائرات الإسرائلية من طراز فانتوم على مدرسة بحر البقر الابتدائية، بمنطقة الصالحية شرقى الدلتا بالشرقية، وأسفرت تلك الغارة الوحشية عن مصرع 31 طفلا وإصابة 36 آخرين من أطفال المدرسة ، وأحدثت الغارتان الوحشيتان رد فعل عميق لدى الرأى العام العالمى ، وانكشفت لدى العالم حقيقة التخطيط العسكرى الإسرائيلى”. هكذا استمع المصريون الى الأنباء الحزينة في الراديو المصري في مثل هذا اليوم عام ١٩٧٠ .
القت طائرات الفانتوم الصهيونية على الأطفال الصغار قنبلة تزن 1000 رطل ، فتحولت المدرسة الى كتلة نيران و اشلاء فاختلطت الدماء الطاهرة بكتبهم وأدواتهم وأثاث مدرستهم في جريمة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية التي طالما برعت الصهيونية في القيام بمثلها وأبشع منها عبر تاريخهم الملطخ بالدماء .
واحد و ثلاثون طفلا من الملائكة الذين لم يتجاوزوا المرحلة الابتدائية اختلطت دمائهم بالحبر و الكتب و ارتفعت أرواحهم شهداء إن شاء الله إلى بارئها لتشتكى له خسة وحقارة العدو الصهيوني .
أرسل أطفال بحر البقر بعد جريمة هدم مدرستهم رسالة إلى البيت الأبيض الذي يدعي أنه راعي السلام وقد وجهوها إلي باتريشيا نيكسون زوجة الرئيس الأمريكي آنذاك وسألوها : “هل تقبلين أن تقتل الفانتوم أطفال أمريكا ؟ وهل نستطيع وأنت أم لجولي وتريسيا وجدة لأحفاد أن نحكي لك ما فعله زوجك المستر نيكسون؟” .
من جانبها ، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو ليمنع مجلس الأمن من إدانة تلك الجريمة الإسرائيلية البشعة ولم يحاسب أحد الى الآن !!
وقبل هذا الحادث كانت إسرائيل تهدد بإطلاق غاراتها على مصر، ولم يكن متوقعا أن تتم هذه الغارات على أماكن مدنية ، ولكن اجرام العدو الصهيوني فاق كل التوقعات ، فقد قامت اسرائيل بعدد من الغارات فى منطقتى المعادى وحلوان ، واستهدفت مصنع أبو زعبل ، وبعدها قصفت مدرسة بحر البقر، ثم ادعت أن ذلك تم دون قصد !!
وقد اذاعت الإذاعة المصرية البيان التالى :
أيها الأخوة المواطنون جائنا البيان التالي : أقدم العدو في في تمام الساعة التاسعة و 20 دقيقة من صباح اليوم على جريمة جديدة تفوق حد التصور ، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية و سقط الأطفال بين سن السادسة و الثانية عشرة تحت جحيم من النيران ..