الشريعة والحقيقة:
قالوا:
ـ الشريعة أمر بالتزام العبودية، والحقيقة مشاهدة الربوية؛ فكل شريعة غير مؤيدة بالحقيقة فغير مقبول، وكل حقيقة غير مقيدة بالشريعة فغير محصول.
فالشريعة جاءت بتكليف الخلق، والحقيقة إنباء عن تصريف الحق، فالشريعة أن تعبده، والحقيقة أن تشهده، والشريعة قيام بما أمر، والحقيقة شهود لما قضى وقدر وأخفى وأظهر.
ـ سمعت (أي: القشيري) الأستاذ أبا علي الدقاق (رحمه الله) يقول: قوله {إياك نعبد} [الفاتحة: 5] حفظ الشريعة، {وإياك نستعين} [الفاتحة: 5] إقرار بالحقيقة.
ـ واعلم أن الشريعة حقيقة من حيث إنها وجبت بأمره، والحقيقة أيضا شريعة من حيث إن المعارف به سبحانه أيضا وجبت بأمره. (الرسالة القشيرية 1/195).
وقلت: قد أمر الله سيدنا النبي (صلى الله عليه وسلم) بالحقيقة أمرًا واضحًا جليًّا، فقال له: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19]، فلم يقل له: قل: لا إله إلا الله، إنما أمره بالمعرفة أولًا، والأمر بالمعرفة أمر بالحقيقة، وفي الآية إشارة ( كما قال المفسرون) أن العمل يكون بعد العلم، وجاء عن منظري العقيدة أن الله سبحانه لا يعبد إلا بما شرع.