الكل يتغنى بحب مصر
تعلوا الأصوات وتبح الحناجر فى حب مصر
تعقد المؤتمرات واللقاءات الحزبية ، وغير الحزبية ، ويقولون من اجل مصر
ولكن للأسف الشديد نجد فى الواقع غير ذلك تماما
من يتغنى من اجل مصر ، واقعه غير كلامه
من يخطب ، ويعلى الصوت تجده خاويا لايعى ، ولا يطبق مايقول
اللقاءات ، والمؤتمرات تعقد من أجل الصور ، والمشاهدة ، والشهرة ، وتجد انسان أو انسانة تقف امام الميكروفون ، أو على المنصة من أجل أخذ اللقطة فقط ، مع فقرها ، أو فقره السياسى والثقافى ، والأيدولوجى .
الكل يتشدق بحب مصر ، ولا يعى كلامه ، ولا يعى كيف يكون حبه لمصر ؟
المسؤل الذى ولاه الله على عمل لخدمة بلده أو أهله ، هل يتقى ربه فى ذلك ، وينجذ مايطلب منه من أجل خدمة الجمهور ، أو من يتعامل معه بلا محاباه ، ولا ضجر ، ولا رشوة ، ثم يتغنى بحب مصر .
المهندس فى أى ادارة هندسية فى الحكم المحلى ، هل يتق الله فى عمله ، وينفذ القانون على الصغير والكبير ، وعلى الغنى والفقير سواء بسواء ، بلا رشوة ولا محسوبية ، ثم يتغنى بحب مصر .
الطبيب فى عمله هل يتق الله ويعمل ضميره مع مرضاه ، ويعطيهم العناية المطلوبة بلا أية استثناءات ، وبلا اى مطالبة للذهاب اليه فى عيادته الخاصة ، ثم يتشدق بحب مصر
المدرس القيمة والقامة ، الذى من المفروض أن يكون القدوة ، والذى هو يخرج المهندس ، والطبيب ، والوزير ، حتى رئيس الجمهورية ، هل يتق الله فى علمه ويعمل فى مدرسته كما يجب ، أم أن اهم شئ عنده الدرس الخاص به ؟ ثم يتغنى بحب مصر
الأحزاب السياسية التى من المفروض انها تعمل بالسياسة ، ومن المفروض أنها ترسم الطريق لصانع القرار ، وتشارك فى المناقشة السياسية ، ولا تصفق طول الوقت ، ولا تعترض طول الوقت ، وتظهر السلبيات مع كيفية علاجها ، وتثمن الايجابيات ، وتعمل على تثقيف الشباب ، والفتيات سياسيا ، وتزرع فى الناس ( خاصة الشباب منهم ، والفتيات ) حب الوطن ، ومعنى كلمة ( وطن ) ولا تكون اجتماعاتها مجرد ثرثرة ، أو صور ، أو عنجهية كاذبة من اجل الشهرة ، وأن يكون قادتها من المشهود لهم بالكفاءة ، والثقافة السياسية ( لأن فاقد الشئ لايعطيه ) أجد امينا لحزب ما مثلا ولايفقه أى شئ سياسيا ، الا صورا ، وضحكات ، ودخول فى معارك جانبية ، وحضور احتفالات ، ومؤتمرات ، ماذا قدمت لأهلك ( لاشئ ) ويتغنى بحبه لبلده.
مراكز الشباب التى عليها الحمل الأعلى ، والأثقل فى تغيير الفكر أ والثقافة ، وغرس الوطنية ، وحب البلد فى النفوس ، وافراغ طاقة الشباب ، والفتيات فى جميع الأنشطة النافعة ، وأنا متفائل ، ومستبشر بمجالس ادارات مراكز الشباب الجديدة لأن اغلبهم شباب واعى ، وفاهم ، ومثقف ، ويعى خطورة المرحلة .
المؤسسات المدنية والتى تتغنى بالوطنية ، وحقوق الانسان سؤال اسأله ماذا تعملون بالضبط ، وماهو دوركم فى المجتمع ، غير الصور ، وعقد لقاءات ، وملء استمارات ، وجمع اموال عضوية ، بعد ذلك … لاشئ الا من رحم ربى ، ماهو دوركم ، وما معنى حقوق الانسان ( اتحداهم ان قالوا معناها ايه ) الا انهم يعرفون ان الانسان لايتم تعذيبه ، ولا اهانته فى اقسام الشرطة ، غير ذلك لايعرفون ، ولا يستوعبون أن حق الانسان كلمة جامعة لحق كل انسان فى حياة كريمة ، فى تعليم مفيد ، فى علاج فى مستشفى كما ينبغى ، فى سكن مناسب ، فى توفير مستوى معيشة ملائم . ثم يتشدقون بحب مصر
سؤال المفروض الكل يسأله لنفسه :
هل نحن نحب مصر فعلا ؟ ماهو الدليل ، والعلامة ، والبرهان لحبك لبلدك ؟
لو صدق القول .. لصدق العمل
مصر تحتاج منا الكثير ، وتحتاج منا أن نحبها بصدق ، وليس كلاما أجوفا