لم يدر أعداؤه أنهم بتصويرهم للحظات الأخيرة لاستشهاده يخلدون ملحمة البطولة والفداء والتضحية بذاكره البشرية جميعها ، لم يدر بخلدهم ولم يفطنوا – لأن الله تعالى سلط عليهم غباءهم – فأبطل كيدهم وتدبيرهم فجعلهم يسجلون وبأيديهم لحظة استشهاد سنوار العروبة والبطولة فى مشهد يعجز عن إخراجه عباقرة الإخراج العالميين لأنه مشهد واقعى أخرج بإرادة الله تعالى أخرج ليوقظ أمة من غفلتها ويعيد للأذهان فريضة غائبة خفت نورها فغابت معها عزة العرب وإباؤهم
قالوا عنك : أنك داخل الإنفاق تختبىء وبأسرى أعدائك تحتمى وبجموع النازحين تتحصن ، فكان تكذيب فريتهم بأيديهم وبإخراجهم
فما أعز حياتك يا سنوارنا وما أجل مشهد استشهادك مقبل غير مدبر ، فقد فارقنا مدافعاعن أرضنا المباركة عن مسرى رسولنا ومقام مسجدنا الأقصى وأنت فى حلتك العسكرية حاملا سلاحك حتى النفس الأخير
جلست فى لحظاتك الأخيرة وقد شملتك الطمأنينة والثبات فلم ترتجف أو تهتز رغم جراحك التى تنزف ويمناك التى تهشمت جلست ممسكا بعصا قبل أن ترتقى روحك الطاهرة لتضرب بها مسيرة العدو – نعم لقد وصلت رسالتك إلى ضمائرنا وعقولنا وقلوبنا
لحظة أن اطللقت العصا فى مقابل المسيرة شعرت كما شعر الجميع أن هناك هاتف يناديك – ما تلك بشمالك يا سنوار ؟
فشعرت كما شعر غيرى أنها رسالة أراد إيصالها لأمته ولأجيالها الحالية والقادمة بأن لا تدعوا جهاد الأعداء ولا تفرطوا فى أرضكم ولا تركنوا إليهم فيمسكم عذاب من الله
فلترقد بسلام من الله يا سنوار الإباء والفداء فلقد أذهلت وذللت عدوك حيا وميتا فعليك من الله نسائم الرحمات والمغفرة