بقلم / هشام صلاح
الله الله — فى لغة القرآن ، الله الله فى أشرف اللغات وأسماها
فيا لجمال لغتنا العربية التي اختارها الله لقرآنه، ويا أسمى وأعلى ما خصها بخصائص من لدنه جلت حكمته ، حيث جعلها – سبحانه وتعالى – الآية الكبرى من آيات الألسنة البشرية التي أفردها بأن تكون دالة على عظيم شأنه
فلا يستطيع أن ينكر كائن من كان أن الله سبحانه وتعالى قد هيا لهذه اللغة قومًا أجادوا حد العشق والافتتان من دروب التفنن ببيانها وبلاغتها والتحكم والتصرف بأساليبها وتراكيبها، أسمى ما يمكن أن تصل إليه أى مقدرة بشرية، وذلك إلى حين أن ظنوا أنه ليس بمقدور أحد أن يبلغ مبلغ فصحائهم وبلاغائهم ،
هنا كان التحدى الإلهى لزعماء البلاغة والفصاحة فبعث الله فيهم نبيًّا، وجعل معجزته وبرهان نبوَّته عين ما نبغوا فيه فأنزل قرآنًا عربيًّا بليغًا، تحدَّاهم من خلاله بأن يأتوا بسورة من مثله، هما كان الإقرار والتسليم طواعية فحين سمعوه استيقنوا أنه لا حول لهم ولا قوة ولا طاقة لأى بشر فى أن ياتى بمثله،
فيالعنادهم وكبرهم حين حاولوا ابتدءا ألا يعترفوا بأنه وحى من لدن عليم خبير فقالوا : ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 24، 25]، لكن هيهات أن يجدى عنادهم وكبرهم فما إن زال العناد أبى عليهم كبرياؤهم أن يعترفوا بالعجز أمام الأشهاد، فأسلموا أنفسهم بإعلان الطاعة والانقياد
ويالعظمة لغة القرآن وما فيها من روائع البيان ، فلله در الجن حين سموعوا اول مرة فكانوا متدبرين للقرآن من أول وهلة فشهدوا بعظمة آياته وفصاحة نظمه حيث قال الله تعالى فى محكم التنزيل :
” ﴿قُلۡ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرࣱ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوۤا۟ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عجبا يهدى إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَاۤ أحدا “
فهنيئا لنا أن قيد الله لنا لسانا عربيا ننطق به ونزهو به فخرا وانتسابا على سائر الأمم ، وكل عام وجموع الناطقين بلغة الضاد بخير وبركة فى اليوم العالمى للغة العربية