هدى عبدالفتاح
مالك يا قلمى تعصانى و تقاوم أناملي ، ما كل هذا العناد علي غير عادتك.
فقط كنت لى جواداً يسابق آفكارى وطائر يحلق في كيانى ليجلب أجمل الكلمات ، قد كنت أجرى ورائك لألحق بك و أُحد من سرعتك حتى تخُط سطوراً أكثر مما فيك من مداد ، تعجب كاتبها قبل قارئها
ماذا بك ؟ آعله أصابتك أم حزن أم يأس أم خصام أم ماذا ؟
أتسألينى ؟
أنت تعلمين أنى أعشق أفكارك و كلماتك و مواضيعك و لكنى لست خشب و رصاص ولا ماده و مداد ، أنا جزء من احساسك ، بالله عليكى أتركينى و أحزانى التي قد لا أخرج منها أبداً.
قلمى الحبيب ، صديقى و رفيقى ، لصى الشريف الذى يسلب من روحى أفكارى و كلماتى لينسج أسلوبى ، هل نسيت ليالينا الجميله نسهر سوياً ، نبحث و نفكر و نمحو و نخط صفحاتٍ عديده ثم نخرج بإبداعٍ جديد يخصنى و أنت فقط ، أستحلفك يا صديقى آلا تهجرنى ، فأنا وحيده بدونك ، أنت آداه موهبتى و لسان حالى و مطيتى إلى الدنيا ، فبدونك ما علم أحدا عنى أسما و لا رسما فأنت قلمى و سيفى و لسانى.
ماذا تريدين ؟ عن أي شيء نكتب ؟
حمداً لله لقد رضيَ عنى ، فلنكتب في السياسه ، في الأقتصاد ، في الدين ، في الوباء الذى يضرب العالم.
آه عزيزتي ، هذا هو الوجع بعينه ، نكتب في السياسه حيث نجد دول عربيه تُساق سياق النعاج للتطبيع مع إسرائيل.
أما الاقتصاد فيكفى أن تنظرى من نافذه شرفتك لتجدى جائع و مشرد ينام فى الطرقات فهذا المسكين تسقط تحت قدميه الحافيتين أعظم نظريات الأقتصاد.
أما الدين ذالك الجُرحُ العميق ، ستجدينَ يا عزيزتى فريقين أحدهم أصولي يقدس التراث و الثانى تنويري يخاطب العقل و المنطق و هو الفريق الذى أعلم أنكِ ستؤيدينهُ ، و لكن أحذرى ففي هذه اللحظه ستُرفَعُ في وجهنا كل رايات الإتهام بالكفر و الهرتقه و الزندقه.
اما كارثه الوباء فتجدين دولنا العربيه العزيزه لا تناقش سوى هل هو تدبير شيطانى أم خطأٌ بشرى أم غضبٌ من الله.
ثم تقف مكتوفه الأيدى أو رافعه الأيدى إلي السماء و تترك لبلاد العم سام مسؤليه كشف الغمه و شفاء الأمه و تتفرغ هي للدعاء.
عزيزتى عن أيهم تريدين أن تكتبي؟
تظن أنك هزمتني، ولكنى أضنُّ عليك أن تموت ميته الجبناء الذين يفرون من الميدان ، بل يليق بنا ميته الفرسان ، وتذكر ان الأشجار تموت واقفه ، وإن الأفكار أقوي من دوى المدافع ، و الكلمات أوقع من صليل السيوف .
الكلمه ، أتعرف ما معنى الكلمه؟
بعض الكلمات قلاع شامخهٌ يعتصم بها النبل البشري، الكلمه فرقان بين نبيٍ و بغي ، بالكلمه تنكشف الغمه ، الكلمه نور ، ودليلٌ تتبعه الأمه.