شغلت أوكرانيا عالمنا الرازح تحت رحمة كورونا . فخلت ساحة إعلامية كبيرة كان يحتلها الجيش الأبيض ليحتلها جيشا روسيا وأكرانيا. وبدأت الحرب شبه العالمية التي خطط لها البيت الأبيض والبانتغون علنا وبإمتياز وإقتدار وثبات ،حتی أصبحت اليوم بإسمها الرائج الشائع *الأزمة الأوكرانية*
في نهاية مقدمة مقالتي أشكركم علی قراءتها ويسعدني الرد علی أهم أسئلتكم وهو ﴿ما الهدف من هذه المقالة ﴾ الهدف أعزائي هو إستخراج أوكرانيا من معادلة توصلنا تفاعلاتها إلی حرب شبه عالمية . وعند الحصول علی أوكرانيا التي نريد ربما سنفهم سبب هذه الأزمة وهذه الحرب .
أولا:لماذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية تدمير أوكرانيا بحجة الدفاع عنها .
من المعروف أن أوكرانيا كانت تحت قيادة رئيسها الأسبق فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا . وبتلك الموالات كانت الولايات المتحدة ضعيفة جداً، يعني أن تحالف روسي أوكراني إذا وجد سيكون ضُعفاً دائما لأمريكا .وأيضا تاريخ أوكرانيا الروسية السوفياتية أمر غير منسي عند الحسابات الأمريكية ، التي تعاملت مع أوكرانيا بخطط قديمة أُعدت سابقا لتخريب غرب الإتحاد السوفياتي وقد فعلت أمريكا اليوم ما عجزت عن فعله سابقا ..
ثانيا لماذا تزعم أمريكا أنها مع أوكرانيا ، ؟ كما يعرف الجميع أوكرانيا بلد شبه أوربي ويرغب الأوربيون فعلا في مساعدته وتطويره وحمايته ، حتی يصبح من دول الناتو وبلدان الإتحاد الأوربي . وهذا الشق من الحظ الأوكراني هو ما تلتزم أمريكا بالتحالف معهُ، أي أن الأمريكان لا يعطون للأوكران إلاَّ ما يقدمهُ الأوروبيون .
يقول من لا يفهم هذه الحسابات أن هذا خطأ . وهو غير فاهم للتاريخ . وليس مُجرد العلم بالشيء يُسمی فهماً. فالفهم يستدعي الإنتباه إلی ما هو مستدام بلغة الحسابات والحقيقة . والحقيقة تلزمنا بالتذكير بأن الروس ليسوا أغبياء ليموتوا في أوكرانيا من أجل أمريكا . ولكن عندما لا تدخل أمريكا هذه الحرب .وهي حربها بالدرجة الأولی فهذا يعني أنها خططت فعلاً لإشعالها وعدم إطفائها بأرواح جنودها وجندياتها. كذلك خططت أمريكا لإطالة أمد الحرب الأوكرانية عندما عاقبت روسيا بعقوبات بعيدة الأمد ولم تترك لها فرصة خطف نصر سريع والعودة علی إثره للأرض الروسية.
إختارت أمريكا أوكرانيا لتكون إحدی حلقات سلسلة دول ستتحارب مع روسيا تباعاً ريثما تنهار قوة الإتحاد الروسي فيتفكك . نسبة إضعاف روسيا بإستخدام سوريا كانت مرضية للأمريكي الذي إختار أوكرانيا لتكمل دورها الحربي علی حساب شعبها والشعب الروسي سويا . وكذلك يجري إشعال نار الحرب بشكل متسارع كي تتقلص بالحرب خسائر الغرب المادية والبشرية بسبب كورونا.
خلاصة القول يجب علينا أن نفترض ثم نصدق أن هذا السؤال مطروح للضرورة (لماذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية تدمير أوكرانيا بحجة الدفاع عنها) ومن ما أوردناه أعلاه نجد هذا الجواب : لأن الولايات المتحدة الأمريكية إستفادت كثيراً من وجود روسيا في وضع المحاصرة والمحاربة والعدائية ، تقرر في أمريكا إيجاد خطة تطبق بدقة للآهمية . وهي خطة الحرب الروسية على أوكرانيا ، وهذا بالطبع ما دامت روسيا تريد . فروسيا أيضاً كانت ضالة إلى حد بعيد ، ومتغطرسة ومتعطشة للدم الحُرم وهو دم الحلفاء والجيران والأشقاء ، كالشيشان و الأوكران والعرب الأبرياء.