جلست كعادتي على احدى التلال الهادئة، وامامي وادي الفيروز الساكن خلف ديارنا ابتعد عن الجميع فالإختلاء بنفسي يعيد لي روحي،بعد يوماً طويلاً بالقصص والروايات المختلفة التي ننسجها من افعالنا وافكارنا وليدة اللحظه ذاتها قد نسطرها في كتب التاريخ وقد تكون مجرد ذكرى مخزنه ليوماً ما نسرده لابناءنا الصغار او احفادنا ذات عصراً..
اترك روحي لتهدأ وتستجمع شتات آمرها وتُعيد مواقف اليوم من نظرات وهمسات وكلمات خافته تثرثر على هذا وذاك..!
فانا اعمل بديوان البلدية وما ادراكم بديوان البلدية و عاملينه، ههههه “طاعون” والاعوذ بالله يكفينا الله شره..!
وكعادتي اصطحب اصدقائي الصامتون فهم الاحق دائماً بوجودي معهم وهم ايضاً، اريد ان اعرفكم بهم “قهوتي، احدى الكتب المفضلة لدى، مذياع صغير، قلم، وبعض الاوراق البيضاء” هؤلاء اصدقائي المخلصون، احبهم وبشدة ^_^
-اريد مناقشة بعض النقاط معكم وهى
1-“لما قال الله عز وجل في كتابه الكريم {”
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)” الآية رقم اربعه من سورة التين }،
2-امراً آخر لرسولنا الكريم المصطفى{ص} لما لم يرتدي افضل الثياب الباهظة المرصعة، المنسوجه من اجود انواع خيوط الحرير، لما كان متواضعاً بالرغم من مكانته العظيمة المرسخة حتى الآن..؟
3- ماذا اصاب المجتمع ونساءه و رجاله، ماذا حدث لهم؟!
ستسألونني لما كل ذلك ولما تهتمين؟ دعي كل آمر لحاله ولما الفضول؟
سأجيبكم فكل هذا يطفئ رؤيتي للطبيعة وجمالها، كل هذا يضعفني ويمحو معه الوان قوس قزح الآمله..
لذلك ابحث عن أجوبة لما يحدث؟
مثلاً لقد انتشر مؤخراً نشاطاً غير مريح بالمرة، الكل يتهامزون ويتلامذون من ثرثرة وإستهزاء وتقليل من شأن الآخرين وانتشر ذلك الآمر بين الصبايا والنساء حتي الرجال والصبيا..!
اتذكر عندما كنت صغيرة نتنافس انا واخواتي من ابناء عمومتي على ارتداء شال جدتي و وشاح رأسها الذي ينسدل على ظهورنا ونلتف به ولا يظهر منا سوى وجوهنا فنحن يرقات اما نساء الدار لا يظهر منهن شيئاً وكانوا جميلات فنتمني ان نكبر لنقتدي بهم في حياتنا مع يرقاتنا الناشئة رحمكم الله تعالى احبتي في جنة الرحمن ❤
اما الآن من هم بنفس عمري والاكبر شيئاً ومنهن الاصغر يرتدون الجيب القصير والبلوزات اللامعه والبنطال الواسع والحجاب قصير،يكاد يغطي الرأس..!
لن انكر انني افعل ذلك 🙁
ولكن مع بعض التعديلات ولكنني اعلم بإنها لا شئ مما تمنيته عما كنت صغيره..
وبالرغم من هذا لم اسلم من ثرثرتهم وحديثهم الخافت بالنظرات والهمسات فانا من وجهة نظرهم خرقاء بلهاء..!
وكل هذا لا ينفق معي بشئ!، لا اهتم به لانني على دراية كاملة بأن ما نفعله ونرتديه خطأ في حق إسلامنا وطبيعة ادياننا ففي التوراة كأول دين سماوي حث على الحياء و الإحتشام وايضاً في الإنجيل واكبر دليل على ذلك السيدة العذراء امنا جميعاً وبالقرآن الكامل والأكمل وسنة الحبيب المصطفى حثونا على الإحتشام والإقتداء بأمهات المؤمنين والمؤمنات، وما نفعله الآن ضلال وتشويه لعظمتنا كأمه مُحمدية..!
لأن استغرق في الحديث كثيراً وسأدخل فيما اريد مناقشته معكم سريعاً فلقد اوشك الليل أن يسود.. ~
-بالنسبة للآية المُبجله *لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم* تجعلنا نعي بأن الله جل في علاه عندما خلقني وشكلني فاختار لي الأفضل وما يريحني وما يناسبني من [روح ولون جلد وهيئة وطبيعة قلب، طول قامة، وزن، شعر، عين، انف، ذراع، ارجل…وخلافه ]،فلرحمته حكمة في ذلك فكان باستطاعته خلقي في اشد واروع صور الجمال والكمال ولكن ما ادراني واياكم بأن هذا ما يريحني فقد تكون هذه النعمة نقمه!، تسلبني معني الحياة وروعتها وتأخذني للهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة، وبدل ما تكون سبب لسعادتي تكون سبب لفتنتي..!
وايضاً إن خلقني قبيحة جداً ينفر الجميع عند رؤيتي حينها سأمكث بحجرتي، وتكن الجدران رفيقه لي حتى الممات ويتمكن ابليس اللعين من تشكيكي بقدرة الخالق وظلمه وعدم عدله معي “والاعوذ بالله”،ولكن حكمة الله تعالى في خلق كل منا في تلك الصورة والهيئة لأنها الافضل لنا وعلامات الكبر والشيخوخة فهي علامات الحكمة والجمال وكل علامه منها تحمل معها قصص كثيرة بمراحل الحياة المختلفة من هموم وافراح.. ~
فلا تيأسوا من رحمة الله تعالى، وافخروا بحكمة الخالق سبحانه لما اوجدنا عليه ولا تغيرون منها ومن طبيعتكم الجميلة المميزة بصفات الجمال المنفردة لكلاً منا عن الآخرين، فلكلاً منا جماله النادر.. ~
فالشمس نجم ساطع في ضوي النهار ولكن لا يحبونها الكثير، والقمر نجم كاتم في ليل اسود ولكن يعشقه الكثير.. ~
يا ويلي من صيحات امي ستوبخني بالتأكيد لقد آتى الليل وانا مازلت هنا، عفواً لكم.