بقلم هشام صلاح
اليأس هو شعور يصيب الاٍنسان كدليل على فقدان الأمل في تحقيق أمر ما، وقد يؤدي اليأس اٍلى تحريك مشاعر وعواطف أخرى مثل الاٍكتئاب والإحباط.
لهذا وصفه الله تعالى فى كتابه اليأس من رحمته بالكفر والضلال والضَّابِط في ذلك:
” أنَّ اليأس إذا انعدمَ معه الرَّجاء في رحمة الله تعالى وفرجه وعفوه وكان إنكارًا واستبعادًا لسَعَة رحمته سبحانه ومغفرته وعفوه فهو كفرٌ؛ لأنَّه يتضمَّن تكذيبَ القرآن والنُّصوص القطعيَّة، وإساءة الظَّنِّ بربِّه تعالى؛ “إذ يقول – وقوله الحق -:
” وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ” الأعراف/156
وقال تعالى : ” إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون “
فهذا نبى الله يعقوب يقول لبنيه ” [ يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ] هذا هو حسن الظن بالله .. ابنه غائب منذ مدة ويلحق به اخوه وهو فاقد للبصر ولايزال أمله بالله كبير”
وكذا حال سيدنا زكريَّا رغم انقِطاع الأَسبَاب إلا أنه دعا ربِّه بالذُّرية الصَّالحة وهُو يعلم أنه بلغ من الكِبر عتيًا واشتعل رأسهُ شيبًا وكانت امرأَتُهُ عَاقِر، فنادى رَبِّه نداءً خفيًا فوهبهُ اللَّه وليًا
“فنادَتهُ الملائِكةُ وهُو قائِمٌ يُصلِّي في المِحراب أنَّ اللَّه يُبشِّرُك بِيَحيَىٰ”،
لقد بَشرهُ اللَّه بيحيى رُغم انقطاع الأسبَاب
كذلك كانت رحمة رسولنا الحبيب محمد وعدم يأسه حين قرر دعوة الطائف للاسلام فبدأ صلى الله عليه وسلم بسادات القوم الذين ينتهي إليهم الأمر، فكلمهم عن الإسلام ودعاهم إلى الله، فردوا عليه رداً قاسياً، وقالوا له: اخرج من بلادنا، ولم يكتفوا بهذا الأمر، بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم فتبعوه يسبونه ويصيحون به ويرمونه بالحجارة، فأصيب عليه الصلاة السلام في قدميه حتى سالت منها الدماء، وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن والتعب ما جعله يسقط على وجهه الشريف ، ولم يفق إلا و جبريل قائم عنده، يخبره بأن الله بعث ملك الجبال برسالة يقول فيها: إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين، فأتى الجواب منه عليه السلام بالعفو عنهم قائلاً : ارجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ”
أخى وأختى لا تتوقفا عن الدُّعاءِ، مهما ضعفت الأسبَاب فأنت تَسأل رَبّ الأسبَاب، واعلَم أَنَّك ذاتَ يومٍ سترى أثر كُلِّ دعوة كُنت تَلُح بها على اللَّه؛ فلا تيأَس، الدُّعَاء يُغيِّر القدر، الدُّعاء يرُدّ القضاء، الدُّعَاء يَصنع المُعجزات، الدُّعَاء سَهم اللَّه الَّذي لا يُخطِئ، سيستجيب إنهُ اليقين بِربٍّ مُجيب . فالمسلم يستمد تفاءله من إيمانه بالله، فلن تؤثر فيه تقلبات الأحداث،حفظنا الله وإياكم من كل يأس أو قنوط