بقلم :نورا عبدالفتاح
تجد أشخاص تستريح لرؤيتهم والجلوس معهم ، وخاصة بجوارهم وتعشق الحديث معهم ، حتى وان طال قد لا تعرف لماذا هذا الشعور اللطيف الذي يشجعك ويدفعك الى التقرب منهم وقضاء معهم أطول وقت ممكن . حتى وان قابل ذلك تعطيل عملك أو مصلحتك التى عليك قضائها .
وعلى الجبهة الأخرى تجد أشخاص لا تستريح لرؤيتهم ولا الجلوس معهم ولا الحديث اليهم ، حتى وان قصر اللقاء وحتى لو لم تتعطل عن شئ .
فى بداية علاقاتك مع هؤلاء الاخرين ، قد لا تكون قد وضعت يدك على السبب الحقيقي أو التفسير المقنع ، ولكنك عندما تجبرك الحياة قهرا أن تركز معهم وعليهم ولو لوقت قليل ؛ تعرف السبب ولكن عليك بقوة الملاحظة ؛ ستجد شرارات تتطاير من عيونهم واذانهم ورؤسهم ؛ حمراء وخضراء وزرقاء وصفراء واحيانا سوداء ، تجاهك وتجاه كل ما يرفضون وجوده حتى بلا سبب منطقى أو حتى غير منطقى .
لا تسألهم عن هذه الشرارات لئلا يحرقونك بنظرة منهم ، والخوف كل الخوف أن ينظروا الى شئ عزيز عليك أو غالى الثمن فى موجة غضبهم ؛ فتفقده الى الأبد .
هذه المخلوقات الغريبة فى أغلب الأحوال تعيش غريبة وعجيبة ومريبة أيضا ؛ فهى تتمتع بطاقة سلبية وشر ؛ يمكنها من هدم برج القاهرة وكوبري قصر النيل بأسوده الأربعة المهيبة .
ليس فقط حقد أو غيرة أو أنانية أو غل أو عدم حب للناس أو تمركز حول الذات .دعنى أتذكر الباقى !
ولكنه خليط مجتمع منهم جميعا .
عندما تختلف معهم فى نقطة ما ، وتجدهم يتحولون أمامك الى الأشكال المرعبة هذه ؛ لا تقف أمامهم ؛ لئلا تحترق أو تموت ؛ تنحى جانبا ، ودعهم ينظرون الى الارض مثلا ؛ لعلها تحتمل ولا تنشق وتنهار .
اذا نظروا الى شئ ذى قيمة ؛ اطلب منهم بهدوء أن يخرجونه من دائرة شرهم ؛ مثلا اذا نظروا الى شجرة مسالمة فى الطريق ؛ اطلب منهم بمنتهى الأدب قائلا : “أرجوك لا تحرق الشجرة ” .
هؤلاء الناس الاختلاف معهم اختيار غير وارد ، واياك أن تختلف معهم واياك أن تتحدث اليهم ، واياك أن تظهر فى دائرة نظرهم ، ان علمت بوجودهم فى مكان ؛ غادر سريعا ، وان دعوك الى جلسة أصدقاء أو جلسة عائلية ، اهرب بعيدا .
أما ان كانوا من المقربين منك ؛ احتسب عند الله معاناتك .
ولا تنسي أن تدافع عن الشجرة .