كتب -حنان حسان
أسس ثلاثة جراحين مصريين فريقا طبيا لمواجهة الحمل الحرج بمختلف حالاته التي يأتي في مقدمتها المشيمة الملتصقة والمتقدمة، ويتكون الفريق من الدكتور حسن جعفر أستاذ أمراض النساء والتوليد، واستشاري طب الجنين بكلية الطب جامعة القاهرة، والدكتور معتز محمود الشربيني أستاذ ( م) أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، والدكتور عبد الله محمد موسى، استشاري النساء والتوليد واستشاري الحمل الحرج وجراحات المناظير، بكلية الطب جامعة القاهرة.
قال الدكتور حسن جعفر أستاذ أمراض النساء والتوليد، إن حالات المشيمة المتقدمة والملتصقة زادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب زيادة الولادة القيصرية بأكثر من المعدل الطبيعي حيث وصلت إلى 52% وهي نسبة في مصر بحسب الإحصاءات الدولية، موضحا أن المشيمة المتقدمة والملتصقة من حالات الطوارئ التي قد ينتج عنها فقدان الأم للجنين أو الرحم أو حياتها إن لم يتم التعامل معها في باحترافية طبية .
وتابع : مع بداية 2014 زادت نسب الإصابة بالمشيمة الملتصقة والمتقدمة في حالات الولادة التي نراها بالقصر العيني، وكانت المضاعفات خطيرة نظرا لعدم وجود فريق طبي مؤهل لمواجهة تلك الحالات سواء على مستوى التخدير أو نقل الدم وغيره، فبدأ الأساتذة في القصر العيني العمل على تأهيل الأطباء لتلك الحالات الحرجة، ولكن في العيادات الخاصة لم يكن موجودا فريقا طبيا مؤهلا، وأصبح كل طبيب يتعامل بمفرده لكن الحقيقة أن تلك الحات الحرجة في حاجة إلى فريق طبي متكامل بداية من التشخيص الجيد بالسونار مرورا بحجز الدم احتياطا لأي نزيف أثناء الولادة نهاية بالولادة التي تتطلب طبيب تخدير ماهر ومستشفى بها غرفة رعاية مركزة وغيره، وأطباء ماهرين في تسليك الالتصاقات وربط الأوعية الدموية، فكنت أعمل بمفردي تارة وأخرى مع الدكتور معتز وثالثة مع الدكتور عبد الله ، وكل منا لديه عيادته الخاصة وفي منطقة مختلفة ومن هنا قررنا إنشاء فريق طبي يعمل بنفس المدرسة حتى إن كان أحدنا ليس متواجد بالقاهرة يمكن للمريضة استشارة أحد أعضاء الفريق وهي آمنة وغير قلقة لأننا ننتمي إلى نفس المدرسة الطبية.
وأضاف استشاري طب الجنين: على المستوى العام ساهم الفريق بصفة منفردة في توليد آلاف الحالات بكلية طب القصر العيني، ولكن منذ تأسيس الفريق منذ ثلاثة أشهر الحمد لله أجرينا ولادة لحوالي 100 حالة تقريبا حافظنا فيها على الرحم وحياة الأم والطفل بنسبة 99% دون أي مضاعفات حتى الحالة التي اضطررنا إلى استئصال الرحم صحتها جيدة لم تواجه مضاعفات مثل جرح المثانة او نزيف أو دخول رعاية مركزة .
خطورة المشيمة
في البداية عرف معتز محمود الشربيني أستاذ ( م) أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، المشيمة بأنها مكون هام في الحمل قد تكون بنفس أهمية الجنين بل بالعكس هي مؤثرة على صحة الأم والجنين بصفة عامة، حيث توصل الأكسجين والغذاء للجنين بما يضمن نموه، ولكن في حالات تقدم المشيمة أو التصاقها يكون كلا من الجنين والأم في خطر .
وتابع : المشيمة الطبيعية مكانها الجزء العلوي من الرحم، ولكن المشيمة المتقدمة تكون أسفل رأس الجنين وبالتالي يغطي جزء منها عنق الرحم أو تغطيه بالكامل، ويطلق عليها المشيمة المتقدمة لأنها تسبق رأس الجنين عند عنق الرحم، وبالتالي تعيق الولادة الطبيعية .
وأضاف : الطبيعي يوجد جدار فاصل رقيق بين المشيمة وجدار الرحم بحيث تنزلق بعد ولادة الجنين، ولكن في حالة المشيمة المتلصقة لا يوجد ذلك الجدار وتلتصق مباشرة في جدار الرحم، وبالتالي لا تنفصل تلقائيا حتى يتدخل الطبيب ويزيلها إما بإزالة جزء من جدار الرحم أو استئصال الرحم كله .
الحالات الأكثر عرضة
بينما ذكر الدكتور عبد الله : عن طريق متابعة الحامل الطبيعية بالسونار يتم تحديد نوع المشيمة سواء كانت طبيية أو ملتصقة أو متقدمة، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالات أن تكون المشمة سابقة للطفل، مثل أن يكون الحمل في سن كبير، الحقن المجهري، الولادات القيصرية المتعددة، ولكن إذا زُرعت المشيمة على جروح قيصريات سابقة تكون مشيمة ملتصقة أو منغرسة بشكل أكبر أو مخترقة لجدار الرحم .
وأوضح : الفريق الجراحي هو الذي يقيم صعوبة الحالة ومدى خطورتها بعد تحويل الاستشاري له ، ويتم تحديد الخطة الجراحية بعد متابعة السونار في الشهر الرابع والسابع لمعرفة مدى تطور المشيمة .
التشخيص :
أكد الدكتور حسن جعفر، أستاذ أمراض النساء والتوليد، أن التشخيص الجيد يكون عليه العامل الأكبر في الحفاظ على حياة الأم والجنين، وقال: بداية من متابعة الحمل على الطبيب معرفة عوامل الخطورة مثل ان تكون الحامل تعرضت إلى نزيف في بداية الحمل، أو ولادات قيصرية متعددة، وبداية التشخيص تكون عن طريق السونار، لمعرفة مكان المشيمة وعلاقتها بجرح القيصرية السابق أو جراحة الأورام الليفية إذا كانت أجرتها من قبل، ثم إجراء الدوبلر لمعرفة هل توجد أوعية دموية كثيرة أسفل المشيمة؟ وهل الأوعية الدموية مخترقة جدار الرحم وبها زيادة في تدفق الدم أم لا، بعدها يجب عمل سونار ثلاثي ورباعي الأبعاد لمعرفة أبعاد المشيمة ولا مانع من السونار المهبلي لمعرفة مدى قربها من عنق الرحم.
وتابع: بعد جميع الاجراءات السابقة يمكننا تشخيص المشيمة هل متقدمة أم ملتصقة ؟ مدى التصاقها بجدار الرحم ومدى انغراسها فيه، وهل ملتصقة بالأوعية الدموية او المثانة ؟ كذلك نطمئن على نمو الجنين هل هو سليم أم لا، وبناء على كل التشيخص السابق يتم وضع خطة لولادة وإزالة المشيمة .
المضاعفات
في النهاية حذر الدكتور عبد الله محمد موسى استشاري الحمل الحرج وجراحات المناظير، من المضاعفات التي قد تلحق بالحامل نتيجة عدم او سوء التشخيص مثل النزيف أنثاء فترة الحمل أو النزيف الحاد أثناء الولادة وهذا يستدعي استئصال الرحم، أو ينتج عنه إصابات للمثانة، الأمعاء، الحالب.