كتب وليد صبرى حكوم
نستمر في المقال الثاني في سرد اجزاء من حياة وسيرة العالم الجليل القطب الأسواني الشيخ ماهر خالد
ويقول الأستاذ محمد صلاح المهنابي.. لاحظتم أن الشيخ ماهر ولد بحلفا بالسودان كما هو مبين بشهادة العالمية الخاصة بفضيلته لكنه في الواقع ولد بأسوان.
حفظ القرآن الكريم في 3شهور ..وكيف التحق بالأزهر
يحكي الشيخ سيد صالح أحد تلاميذ الشيخ ماهر. حكي لي الشيخ ماهر أن كان طالبا في مراحل التعليم العام لأنه لم يكن في وقتها أي مدارس ازهرية إلا في عام 1961
وصمم التلميذ ماهر خالد علي دخول الأزهر وكان من ضمن شروط الألتحاق بالأزهر حفظ المصحف الشريف كاملا وقد مكث الشيخ ماهر علي مداومة الحفظ علي يد الشيخ السنقيدي وفي غضون اقل من ثلاثة اشهر كان الشيخ ماهر قد حفظ القرآن الكريم كاملا وعند التقدم في القاهرة مع والده الشيخ خالد ابوبكر ومعهما نادي راشد نائب اسوان في ذلك الوقت إلا ان الأزهر افاد بأن ميعاد التقدم قد فات.
ولكنهم سألوا احد المعارف بالآزهر هل من حل ؟
اجاب احد معارفهم بالأزهر بأن الحل الوحيد أن يتقدم علي انه من الطلبه الوافدين لأن ميعاد الوافدين (من خارج القطر المصري) لم يغلق بعد وعلي الفور ارسل الشيخ خالد (والد الطالب ماهر) إلي معارفه بحلفا لقيد ابنه ماهر علي اساس انه من مواليد حلفا.
حيث كان للشيخ خالد معارف بحلفا حيث كان تاجرا معروفا هناك ، وبالفعل ارسلت شهادة ميلاد بأسم ماهر خالد ابوبكر من مواليد حلفا وبذلك قبلت اوراق الطالب ماهر خالد علي اساس انه من الطلبة الوافدين.
حكاية البطيختين الهديه ورجل المنصورية :-
ويحكى أن الشيخ سيد صالح وهو أحد طلاب العلم الذين رافقوا فضيلة الشيخ ماهر خالد، أنه في صباه كان يجلس يوماً بمنزل الشيخ ماهر، وإذ برجل من قرية المنصورية بدراو يقدم لزيارة الشيخ ماهر حاملاً معه بطيختين كبيرتين كهدية، ولما دخل على الشيخ وقدم له البطيختين قبل الشيخ إحدى البطيختين، بينما رفض قبول الأخرى وأشار بأن تعود لصاحبها!
يقول الشيخ سيد أنه رغم تعجبه من موقف الشيخ ماهر، إلا أنه لم يناقشه ونفذ الأمر وقسّم البطيخة ووزعها وهو متحير من قبول الشيخ لتلك البطيخة ورفضه الأخرى.
تمرُ الأيام والشهور والأعوام، وإذ بالشيخ سيد يصادف رجل المنصورية في السوق فيتذكر على الفور ما وقع قبلاً والموقف الذي لم ينسه ولم يزول تعجبه من تصرف الشيخ ماهر حينها، فيذكره بذلك الموقف ويطلب منه أن يخبره لماذا رفض الشيخ إحدى البطيختين في ذلك اليوم ؟
قال الرجل سأخبرك ياولدي بما جرى في ذلك اليوم : ” كان لي مزرعة بطيخ، وعندما قررت زيارة الشيخ ماهر بحثت عن بطيخ كبير بالمزرعة لأهديه إياه، فلم أجد سوى واحدة فقط كبيرة الحجم، فقلت لنفسي : لايصح ان أذهب من المنصورية حتي أسوان ببطيخة واحدة، وكان هناك مزرعة مجاورة لمزرعتي فوجدت فيها بطيخة كبيرة فأخذتها دون علم صاحب المزرعة وقتها علي أن أخبر صاحبها بعد عودتي.
لكن فضيلة الشيخ ماهر أدرك فعلاً أن البطيخة الأخرى ليست لي، ولا أعرف كيف عرفها!
فخجلت من نفسي عندما رفض قبولها، وتعجبت من البصيرة التي رزقه الله بها!.
ونستمر غدا بعون الله في سرد مواقف من سيرة وحياة العالم الجليل…