كتب – احمد علي
يعتبر المعلم في المدرسة اليابانية عصب النظام التعليمي وإليه يعزى بالدرجة الأولى تميز المؤسسة التربوية اليابانية، ويتمتع المعلم الياباني باحترام مجتمعه له احتراماً عالياً، فهو بذلك يكافئه بإعطائه قيمة اجتماعية في سلم القيم الوظيفية.
لذلك فالتنافس شديد على الالتحاق ببرامج إعداد المعلم وبالتالي فإنها لا تستوعب أكثر من ربع المتقدمين للالتحاق بها .وتتضمن برامج الإعداد دراسات موحدة في العلوم الإنسانية، ومقررات في الإعداد المهني بالإضافة إلى مقررات في المادة التي سيتخصص المعلم بها أما الإعداد المهني فيتضمن مقررات في أصول التربية، علم النفس التربوي، طرق التدريس،وتدريس طلابي ( من أسبوعين إلى أربعة أسابيع ) ولكل معهد استقلالية في إعداد معلميه وذلك لأن كل معهد له تطلعاته وتوجهاته.
ويتم تدريب معلمي المدرسة الابتدائية والثانوية في اليابان في الجامعات أو الكليات المتوسطة المعتمدة من وزارة التربية والتعليم …. وغالبيتهم يتم إعدادهم لمدة أربع سنوات، كما يتم تدريب معلمي المرحلة الثانوية العليا في كليات الجامعات الوطنية على مستوى درجة البكالوريوس والدراسات العليا، وحتى يكون المعلم (الطالب ) معلماً في مدرسة ما لابد وأن يحصل على إجازة التعليم من مجلس التربية في المنطقة التعليمية.
وبالنسبة لطبيعة الإعداد فإنه يشمل عدداً من الساعات المعتمدة والمقررات تبعاً للمرحلة التي يعد الفرد نفسه ليدرس بها ؛ فيبدأ التعليم المؤقت للمعلم لمدة سنة يرافقه فيها المعلم الأساسي حيث يدخل معه غرفة الصف ويتولى مساعدته ومراقبته ومن ثم الحكم عليه أما التعليم في المرحلة الثانوية العليا فهي أكثر تخصصا بمعنى أن الغالبية العظمى من المدرسين يدرسون مجالاً دراسياً واحداً فقط وللحصول على وظيفة معلم في مدرسة ما لابد وأن يجتاز امتحان تعيين ويتم التعيين بوساطة هيئة التعيين بناءً على توجيه من مراقب التعليم بالولاية.
كما أن الرقابة بصورة مستمرة تراقب عمل المدرسين وذلك لتحسين غاياتهم ومهاراتهم التدريسية، سواء من خلال اجتماع أسبوعي لجميع المدرسين أو مع المدير أو الموجه. إذا دعت الضرورة إلى نقل مدرس من مدرسة لأخرى فيعطى إخطاراً بذلك قبل تنفيذ النقل بشهرين، ولعله من المفيد تنقله إلى مدارس أخرى قبل ترقيته . وغالباً ما يبدأ المعلم عمله في مدارس الضواحي أو مناطق بعيدة نسبياً كالريف مثلاً مما يظهر قدرة المعلم على الالتزام والإخلاص والتضحية .