كتب/أحمد بدوى
شاركت جامعة اسوان برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد غلاب محمد رئيس الجامعة والاستاذ الدكتور محمد جبر عميد كلية الاثار في الموسم التثقيفي الذي نظمه متحف الاثار داخل مكتبة الاسكندرية العريقة وأكد رئيس الجامعة علي أهمية مشاركة كلية الآثار للالقاء الضوء علي الحضارة الفرعونية وتعدد الثقافات بمحافظات الصعيد التي يمكن بها ثلث آثار العالم وتأتي هذه المشاركة في إطار حرص الجامعة علي دورها الثقافي والتنوير الذي يستهدف المجتمع والبيئة المحيطة والتعاون بين الجامعات والمؤسسات الثقافية في مجالات البحث العلمي والتطبيقي الذي يخدم المنظومة التعليمية وقام بإلقاء المحاضرة الدكتور رضوان عبدالراضي مدرس الاثار بكلية الأثار بجامعة اسوان وبحضور الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار لمكتبة الإسكندرية والدكتور جلال رفاعي مسؤل الوعي والتثقيف الحضاري والاقرب بمتحف الأثار بمكتبة الإسكندرية
وطلاب الآثاروالسياحة والفنادق بالإسكندرية ومرشدين سياحين اثاريين
وتناولت المحاضرة تاريخ وحضارة مدينة إسنا عبر العصور المختلفة (عصور ما قبل التاريخ.العصر الفرعوني.العصر اليوناني.العصر الروماني.العصر القبطي.وختاما بالعصر الاسلامي).
وتركز أكثر علي فترة العصرين اليوناني والروماني لما نالته المدينة من أهمية دينية وإدارية وتجارية في تلك الفترة.
إسنا مدينة ومركز رئيسي بمحافظة
الأقصر بمصر، تبعد 55 كم جنوب الأقصر على الضفة الغربية لنهر النيل. كان لإسنا عدداً من الأسماء في القدم: أيونيت، تا-سـِنـِت، ولاتوبوليس.
وأوضح الدكتور رضوان ان مدينة اسنا تضم العديد من المواقع الأثرية والتي تعود إلي الحقب التاريخية المختلفة . ولعل أشهر هذه الآثار هو معبد (خنوم_رع) والذي تشتهر المدينة به.
ويعد معبد اسنا من أهم المعالم السياحية بمدينة اسنا وهو المعبد الوحيد الباقى من أربعة معابد كانت موجودة في اسنا ثلاث منهم في شمال غرب اسنا في (أصفون – كوم الدير – غرب اسنا) أما الرابع فكان يقع في شرق اسنا (الحلة) وفى عام 1830 تم اكتشاف معبد آخر في كومير جنوب غرب اسنا بحوالي 10 كم إلا أن هذه المعابد قد اختفت منذ القرن الماضي ولم يبقى منها غير ما يدل عليها.
يرجع اكتشاف معبد اسنا وتنظيفه من الرديم إلى عام 1843م أي في أواخر عصر محمد على باشا ويسبق هذا التاريخ زيارة العالم الفرنسي شمبليون له في عام 1828م الذي ذكر أنه رأى نقوش تحمل اسم الملك تحتمس في هذا المعبد.
يعتقد أن المعبد الحالى أقيم على أطلال معبد قديم يرجع بدايته إلى عصر الأسرة الثامنة عشر حيث عثر على نقوش تحمل اسم الملك تحتمس عام 1468 – 1436 ق.م الذي جاء ذكر مدينة اسنا باسمها في عهده.
أن معبد اسنا يرجع إلى عصر الدولة الوسطى الأسرة الثانية عشر 1991- 1778 ق.م وقد تهدم هذا المعبد وأعيد بناءه في العصر الصاوى الأسرة السادسة والعشرين ويرقد معظمه أسفل المنازل الحديثة باسنا. أما المعبد الحالى فقد بدأ تشييده في عهد الملك البطلمى بطليموس الملقب باسم فيلوميتور أي المحب لأمه.
وقد أضيف إليه في العصر الرومانى قاعة أساطين ترجع لعصر الإمبراطور الرومانى (كلوديوس) 40م وتمت زخرفة الصالة في عصر كل من فيسيان وتراجان وهادريات وآخر نقوشها ترجع لعهد الإمبراطور دكيوس حوالي سنة 249 – 250م على الجدار الغربي للمعبد أي أن هذا المعبد استمر في بناءه وزخرفتة خلال 400 عام على فترات منفصلة ما بين عام 181 ق.م – عام 250 م
اله المعبد
يقع معبد اسنا على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد 100م تقريباً من نهر النيل ويتعامد رأسياً عليه على محور واحد وتنخفض أرضية المعبد بعمق 9م تقريباً عن مستوى الأرض الحديثة لمدينة اسنا وينزل إليه بسلم حديث.
خصص هذا المعبد لعبادة الإله خنوم مع كل من زوجته منحيت – نيبوت اما الآلة خنوم فقد مثل برأس كبش وجسد إنسان ويعرف باسم الإله الفخرانى أو خالق البشر من الصلصال وباسم خنوم رع سيد اسنا.
أما الآلهة منحيت فقد مثلت برأس أنثى الأسد ويعلوها قرص الشمس وجسد أنثى وتشبه الآلهة سخمت لهذه القوة.
أما الآلهة نيبوت الزوجة الثانية لخنوم ويعنى اسمها سيدة الريف وقد مثلت بهيئة أدمية على شكل سيدة يعلو رأسها قرص الشمس بين قرنين وهي هنا تشبة الآلهة ايزيس في هيئتها
والمناظر الداخلية للمعبد تتعلق أغلبها بالديانة والعقيدة في تلك الفترة وتتكون من مؤلفات دينية ونصوص عن خلق العالم وأصل الحياة بالإضافة إلى التضرعات والتراتيل الدينية وأعياد الإله خنوم ومناظر فلكية ومناظر تأسيس المعبد ومناظر سحرية تمثل صيد وقتل الأرواح الشريرة وهزيمة الأعداء وفي نهاية المحاضرة أشاد الحضور والمنظمين بطريقة إلقاء المحاضر علي جوانب آثار ومعابد مصر بجنوب الصعيد ووجه الدكتور رضوان عبدالراضي الشكر والتحية للقائمين علي التنظيم من مكتبة الإسكندرية وحسن الإستقبال