السيد حجاج
أعلنت رئاسة مجلس الوزراء المصري عن كشف أثري جديد بمنطقة آثار سقارة
– 100 تابوتا خشبيا مغلقا بحالتهم الأولي داخل آبار للدفن
– 40 تمثالا لإله جبانة سقارة، بتاح سوكر بأجزاء مذهبة و 20 صندوقا خشبيا للإله حورس
عثرت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة على كشف اثري جديد، وذلك استكمالا لأعمال الحفائر بالمنطقة والتي بدأت منذ شهر أغسطس الماضي
حيث عثرت البعثة على ٥٩ تابوتا ملونا ومغلقا علي الهيئة الادمية بداخلها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ.
واليوم أعلنت وزارة السياحة والاثار، وسط تغطية اعلامية موسعة بجبانة سقارة، عن اكتشاف عدد آخر من التوابيت داخل ثلاثة آبار للدفن يتراوح عمقها مابين ١٠ إلى ١٢ متر تحت سطح الأرض، بالاضافة إلى عدد كبير من اللقي الأثرية.
وقد كشفت البعثة عن ١٠٠ تابوتا خشبيا مغلقا بحالتهم الأولي و ٤٠ تمثالا لإله جبانة سقارة، بتاح سوكر منها تماثيل بأجزاء مذهبة و 20 صندوقا خشبيا للإله حورس، وتمثالين لشخص يدعى “بنومس” أحدهما ارتفاعه ١٢٠ سم، والأخر ارتفاعه ٧٥ سم مصنوعين من خشب السنط “اكاسيا”، هذا إلى جانب الكشف عن عدد من تماثيل الأوشابتي والتمائم، وعدد ٤ أقنعة من الكارتوناچ المذهب.
حضر الإعلان عن الكشف السيد اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة ، والسفير بدر عبد العاطي مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واللواء عاطف مفتاح المشرف على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، والدكتور الطيب عباس مساعد الوزير للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، وعدد من قيادات الوزارة، بالإضافة إلى بعض الشخصيات العامة والفنانين المصريين.
كما حضر مايقرب من ٣٦ سفيرا أجنبيا وعربيا وإفريقيا فى القاهرة وعائلاتهم، وعدد كبير من وكالات الأنباء والصحف والقنوات التليفزيونية المحلية والأجنبية.
واستهل الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار كلمته التي ألقاها خلال الإعلان عن الكشف بالترحيب بالحضور، مشيرا إلى أن هذه هي السنة الثالثة التى يتم الاعلان فيها عن كشف أثري بسقارة.
كما تحدث السيد الوزير عن منطقة سقارة، مشيرا الي أنها تعد أحد أهم أجزاء جبانة منف التى تعتبر أول عاصمة لمصر والتي تمتد من منطقة أبو رواش شمالا الي دهشور جنوبا، لافتا إلى أن جبانة منف تعد أحد أجزاء مواقع مصر المسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو.
وأشار الي أن سقارة هي منطقة كبيرة جدا بها حوالي ١٣ هرم،وكان يدفن بها الملوك من العصر العتيق، وكان يدفن بها ايضا المواطنين وكبار الموظفين من بداية الاسرات مرورا بكل عصور التاريخ المصري القديم (الفرعوني واليوناني والروماني)، كما أن بها عدد من الأديرة الأثرية، وأكبر جبانة حيوانات.
وأضاف أن سقارة تعتبر منطقة ثرية جدا لا زالت ملئية بالكثير الذى ستبوح عنه للعالم، لافتا إلى أنه من المتوقع مع استمرار العمل بها العثور علي مقابر آدمية وحيوانية في كل بقاعها فى أي فترة زمنية.
وأوضح الوزير أن هذا الكشف الجديد تم العثور عليه فى نفس نقطة الاكتشافات السابقة، لافتا إلى أن اليوم هو استمرار للكشف الأخير الذى تم الإعلان عنه فى أكتوبر الماضي، ومشيرا إلى أن اليوم ليس نهاية الكشف وأن العمل لن ينتهي بعد وسيتم الاعلان عن استكمال للكشف خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الوزير أنه ردا على تساؤلات البعض بعدم الانتظار للاعلان عن الكشف بالكامل بعد الانتهاء منه، فإنه كان هناك ضرورة لاستخراج التوابيت التى تم اكتشافها لتوفير مساحة لاستكمال التنقيب عن الابار الجديدة الموجودة خلفها.
واستعرض الوزير التفاصيل الخاصة بالكشف الأثري الجديد حيث تم العثور على أكثر من ١٠٠ تابوت مغلقين من العصر المتأخر والبطلمي، واكثر من ٤٠ تمثال لمعبودات وماسكات جنائزية منها المذهب، بالإضافة إلى ال ٥٩ تابوت الذين تم الاعلان عنهم فى أكتوبر الماضي والتي تم نقلها للمتحف المصري الكبير، وذلك فى ثلاثة آبار بمنطقة الحيوانات المقدسة.
وأوضح الوزير أن التوابيت التى تم الإعلان عنها اليوم سيتم تقسيمها لنقلها بين المتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، والمتحف المصري بالتحرير، ومتحف العاصمة الادارية الجديدة.
واشار الدكتور خالد العناني الي أن التوابيت التي سيتم نقلها للمتحف المصري بالتحرير ستكون هدية سيتم تقديمها للمتحف بمناسبة الذكرى ١١٨ علي تأسيسه، لافتا الي أن أنه احتفالا بهذه المناسبة سيتم اقامة معرض عن التوابيت بصفة عامة في المتحف المصري بالتحرير يوم الثلاثاء المقبل.
وأكد الوزير أن المتحف المصري بالتحرير سينجح وسيستمر وسينافس كافة متاحف الجمهورية، لافتا أيضا الي أن افتتاح متحف العاصمة “متحف عن عواصم مصر” سيكون أول افتتاح رسمي في مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الادارية الجديدة.
وأوضح الوزير أن كافة الاكتشافات الأثرية التى تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية ما هى إلا توفيق من الله، ونتاج إتاحة الفرصة للمصريين للعمل فى أعمال الحفائر بصورة أكبر، معربا أيضا عن فخره بوجود شركاء من كافة دول العالم يعملون فى أعمال الحفائر منذ عشرات السنين.
وأشار إلى أن الكشف اليوم لم يكن آخر كشف فى عام ٢٠٢٠، لافتا إلى أن الدكتور زاهي حواس قد بابلاغه منذ أيام بأنه تم العثور على كشف أثري جديد بمكان آخر بمنطقة سقارة ولكن يحتاج إلى بضعة أسابيع للإعلان عنه، متوقعا الإعلان عنه بنهاية ديسمبر أو بداية ٢٠٢١.
وأشار إلى أن عام ٢٠٢٠ لن ينتهي قبل الافتتاح المرتقب للقاعة المركزية وقاعة الموممياوات بالمتحف القومي للحضارة المصرية والذى سيصحبه موكب عظيم لنقل الموممياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى هناك.
وأكد الوزير على أن قطاع السياحة والآثار يحظى بدعم غير مسبوق من القيادة السياسية حيث قام فخامة الرئيس بافتتاح ثلاثة متاحف بآثار مصرية بثلاث محافظات فى دقيقة واحدة فى آواخر شهر أكتوبر الماضي.
واختتم الوزير كلمته بتقديم خالص الشكر لكافة زملائه من العاملين بوزارة السياحة والآثار، والمجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس، على هذا الكشف الأثري وخاصة لعملهم فى ظروف صعبة وشاقة، وأخص بالشكر الأثريين والمرممين والغفراء وغيرهم.
كما وجه الشكر للبنك الأهلى المصري على رعايته لهذا الحدث.
وخلال الاعلان عن الكشف الاثري تم فتح أحد التوابيت بداخله مومياء، وتم عمل X-Ray لهذه المومياء، كما تم عرض فيلم قصير عن الكشف الاثري.
ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الاعلى للاثار، أن هذه المومياء التى تم عمل X-Ray لها اتضح أن صاحبها كان فى صحة جيدة أثناء حياته وأنه توفى فى عمر يناهز ما بين ٤٠ و ٤٥ عاما وأن طوله يتراوح ما بين ١٦٥ و ١٧٥ سم.
ومن جانبه أعرب هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري عن اعتزازه باستمرار الشراكة الاستراتيجية مع وزارة السياحة والاثار، والمشاركة في تلك الاكتشافات الاثرية المتتالية حيث سبق للبنك رعاية الاعلان عن الاكتشاف الذي تم الشهر الماضي بقلب منطقة سقارة ايضا والذي حقق أثرا ايجابيا وأعاد توجيه الانظار الى الحضارة المصرية القديمة، وهي المشاركة التي تعكس حرص البنك الدائم على مواصلة دوره في الحركة العلمية والثقافية في مصر، خاصة فيما يتعلق منها بآثار مصر التي توثق التاريخ الانساني في العالم، ومضيفا ان بنك أهل مصر لا يدخر أي من امكاناته المادية او البشرية او الفنية في دعم الثقافة خاصة تلك التي توثر بالإيجاب على نشاط صناعة السياحة في مصر وما يتبعها من دفع العائد من تلك الصناعة الهامة التي تؤثر في الاقتصاد القومي وفي حياة الالاف من العاملين بها.
وأشارت نرمين شهاب الدين رئيس التسويق والتنمية المجتمعية بالبنك الأهلي المصري الي ان دور البنك ممتد في دعم الحركة الثقافية، حيث سبق له رعاية الاعلان عن المرحلة السابقة من اكتشافات منطقة سقارة، إضافة الى رعاية مشروعات تطوير بعض المواقع والمعالم الاثرية بالتعاون مع وزارة السياحة والاثار بكل من منطقة أهرامات الجيزة، معبد الكرنك بالأقصر، معبد فيله ومعبد ابى سمبل بأسوان سعيا من البنك للحفاظ على المكانة التي تستحقها تلك المعالم الأكثر شهرة في العالم وهو ما يعكس ايمان البنك بأهمية تطبيق معايير التنمية المستدامة ويأتي في اطار مساهماته المتعددة في مختلف مجالات المسئولية المجتمعية.