بقلم / خالد الترامسي
ليست صدفة أن يموت ركاب القطار ممن يذهبون إلى بلادهم فى صعيد مصر ، الناس الغلابة ، والغلابة قوى ، حدث أيام مبارك ، والدنيا قامت ما قعدت والإهمال والفساد والحرامية وسارقى قوت الشعب ، طيب مبارك مبيحكمش ووقع قطار تانى فى العيد ، ترى هل القائمين على هذا المرفق الحيوى حرامية ؟ ترى أزاد الإهمال إلى درجة أن يخرج قطار عن القضبان لا أقول هشمت عرباته بل أقول شكل سائق القطار كان بيفكر فى ” رقاق العيد ” فقال أعمل العربات عجين ، لقد عجنت وبها ما بها من مواطنين أبرياء ، لم تحافظ الدولة على سلامتهم .
أنا لا أضرب ببعض المصطلحات من باب الهزار ولكن إسقاطى على عين المشكلة ولبها لربما يكون هو المؤثر فى سرعة دوران عجلة الحياة التى نعايشها ، والتى ربما كانت سببا فى صناعة ويلات لنا .
ترى أكان سائق القطار غائبا عن الوعي ؟ أم غُيب عن الوعى ؟! أراه غيب عن الوعى ، أكاد أراه كان يفكر فى كيفية تدبيره لمصاريف الرقاق ، أراه يفكر كيف سيقوم بشراء الكام كيلو لحمة والتى أرتفع سعرها الضعف فى عامين ، أراه يفكر ويفكر ويفكر ، فصار ذهنه مشوش وكأنه صوب فيه مئات الرصاصات ، فأصبح كالمصفاة ، مخوخ ، هكذا الحال فى مصرنا العزيزة ، لست مع الحكم المسبق على الأحداث ، إهمال نعم إهمال وسوف لا ينقطع ربما نقوم بتحجيمه إذا كانت لدينا إرادة وعزيمة لذلك .
وأقولها جلية الحوادث كثيرة ليس فى مصر وحدها ، العالم كله يوجد به حوادث ولنضع ذلك وقبل كل شيئ فى الحسبان ، فالقضية جد شائكة ، لربما تحتاج منا أوقاتا وأوقات ، تحتاج منا بصيرة واستحسان الأداء ، تحتاج منا عقل وضمير ، تحتاج منا أناس يحملون قلوبا أزيلت منها غصة الكراهية والحقد لهذا البلد العظيم .
الموضوع أعزائى يحتاج عمل دئوب ومثابرة وحب ومكاشفة ، نحن لا ندفن رؤسنا فى الرمال ولا ينبغى لنا ذلك ، أليات المكاشفة والمصارحة بسيطة ، والعلانية ما أسهل منها ولكنها تحتاج إلى الفعل والتنفيذ .