وتسربت من بين كفيّ السنين
يومٌ فشهرٍ فعامٍ فحين
خلف النوافذ هاهنا كان المكان
في كل يوم واقفٌ وأنتظر كالصائمين
في غرفتي أمضيت أعواماً أشاهدها
أراقبها
أرسل النظرات من بين الثقوب
قلبي يذوب
لو أنها تحركت
تنهدت
سارت شمالاً أو يمين
مرت سنين
بيتها وبيتنا متقابلين
وعرفت عنك يا فتاتي كل شيء
في وسط غرفتك سرير
بجواره أمشاطك وعطورك
وأمام مراَة الصبايا تجلسين
ها انت ذا تتزينين
ها أنت ذا تتعطرين
وعيونك السوداء كحلاً تكحلين
وجدائل الشعر الطويل تمشّطين
مرت سنين
أشياءك الخاصات أعرف أيها تفضّلين
حتى مزاحك
ثرثراتك
أي شعر تقرأين
ونداء أمك حين تطلبك وأنت تعبثين
اليوم يوم الأربعاء ثوب مرح ترتدين
والأمس كانت صاحباتك عندك والزائرين
مرت سنين
وأنا هنا خلف النوافذ أكتوي نار الحنين
أدمنت وقفات التلصص خائفاً أن تشعرين
والقلق يملأني وأخجل لو عيوني تلمحين
أو إلى الشباك عندي تنظرين
أوقف النبضات عن قلبي لكيلا تسمعين
مرت سنين
والشيب يغزو مفرقي
ما زلت في نفس المكان مستكين
ونسيت نفسي
ضاع عمري
ليتني لم أزهق العمر الثمين
ضيعت أيامي سرابا في سماء العاشقين
اليوم أنظر من وراء النافذات كي أري اليوم الحزين
اليوم أسقط هاذياً مذبوحاً يقتله الأنين
اليوم أنظر كي أراك ثوب عرس ترتدين.