د/مايسه عبدالحى شعيب
يحكى أن حاكم ايطالي دعا فنانا تشكيليا شهيرا و أمره برسم صورتين مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبر مركز روحي في البلاد
امره أن يرسم صورة ملاك و يرسم مقابلها صوره الشيطان لرصد الاختلاف بين الفضيلة و الرذيلة
و قام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ..
وعثر على طفل بريء وجميل تطل السكينة من وجهه الأبيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعادة
ذهب معه الى أهله و استأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل أمامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي و بعد شهر أصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس
و كان نسخة من وجه الطفل
و لم ترسم لوحة أروع منها في ذلك الزمان
و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صورة الشيطان
و كان الرجل جادا في الموضوع
لذا بحث كثيراً
و طال بحثه لأكثر من اربعين عاما
و أصبح الحاكم يخشى ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفة التاريخية لذلك أعلن عن جائزة كبرى ستمنح لأكثر الوجوه إثارة للرعب
و قد زار الفنان السجون و العيادات النفسية و الحانات و أماكن المجرمين لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين
و ذات مرة
عثر الفنان فجأة على( الشيطان !)
و كان عبارة عن رجل سيئ يبتلع زجاجة خمر في زاوية ضيقة داخل حانة قذرة
اقترب منه الرسام وحدثه حول الموضوع .. و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال .. فوافق الرجل
و كان قبيح المنظر ..كريه الرائحة ..أصلع وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين!
و كان عديم الروح و لا يأبه بشيئ ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال ٍمن الأسنان
فرح به الحاكم لان العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنية الغالية
جلس الرسام أمام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً إليها ملامح ( الشيطان !)
و ذات يوم
التفت الفنان الى الشيطان الجالس أمامه و إذا بدمعة تنزل على خده
فاستغرب الموضوع
و سأله إذا كان يريد ان يدخن أو يحتسي الخمر!
فأجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق
(أنت يا سيدي زرتني منذ أكثر من اربعين عاما حين كنت طفلا صغيرا
و استلهمت من وجهي صورة الملائكة وأنت
اليوم تستلهم مني صوره الشيطان
لقد غيرتني الأيام و الليالي حتى أصبحت نقيض ذاتي! بسبب أفعالي .. )
و انفجرت الدموع من عينيه و ارتمى على كتف الفنان و جلسا معا يبكيان أمام صورة الملاك
ان الله يخلقنا جميعنا كالملائكة ولكن نحن من يغير ونشوه أنفسنا …بسبب معاصينا…فالله يهدينا خلال مسيرتنا في طريق الخير والشر…. ونحن من نحدد نهايتنا فإما ملائكة وإما شياطين .
امره أن يرسم صورة ملاك و يرسم مقابلها صوره الشيطان لرصد الاختلاف بين الفضيلة و الرذيلة
و قام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ..
وعثر على طفل بريء وجميل تطل السكينة من وجهه الأبيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعادة
ذهب معه الى أهله و استأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل أمامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي و بعد شهر أصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس
و كان نسخة من وجه الطفل
و لم ترسم لوحة أروع منها في ذلك الزمان
و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صورة الشيطان
و كان الرجل جادا في الموضوع
لذا بحث كثيراً
و طال بحثه لأكثر من اربعين عاما
و أصبح الحاكم يخشى ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفة التاريخية لذلك أعلن عن جائزة كبرى ستمنح لأكثر الوجوه إثارة للرعب
و قد زار الفنان السجون و العيادات النفسية و الحانات و أماكن المجرمين لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين
و ذات مرة
عثر الفنان فجأة على( الشيطان !)
و كان عبارة عن رجل سيئ يبتلع زجاجة خمر في زاوية ضيقة داخل حانة قذرة
اقترب منه الرسام وحدثه حول الموضوع .. و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال .. فوافق الرجل
و كان قبيح المنظر ..كريه الرائحة ..أصلع وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين!
و كان عديم الروح و لا يأبه بشيئ ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال ٍمن الأسنان
فرح به الحاكم لان العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنية الغالية
جلس الرسام أمام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً إليها ملامح ( الشيطان !)
و ذات يوم
التفت الفنان الى الشيطان الجالس أمامه و إذا بدمعة تنزل على خده
فاستغرب الموضوع
و سأله إذا كان يريد ان يدخن أو يحتسي الخمر!
فأجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق
(أنت يا سيدي زرتني منذ أكثر من اربعين عاما حين كنت طفلا صغيرا
و استلهمت من وجهي صورة الملائكة وأنت
اليوم تستلهم مني صوره الشيطان
لقد غيرتني الأيام و الليالي حتى أصبحت نقيض ذاتي! بسبب أفعالي .. )
و انفجرت الدموع من عينيه و ارتمى على كتف الفنان و جلسا معا يبكيان أمام صورة الملاك
ان الله يخلقنا جميعنا كالملائكة ولكن نحن من يغير ونشوه أنفسنا …بسبب معاصينا…فالله يهدينا خلال مسيرتنا في طريق الخير والشر…. ونحن من نحدد نهايتنا فإما ملائكة وإما شياطين .